أعلن مطار دبلن الدولي، اليوم الأحد، أن 12 شخصًا أصيبوا خلال رحلة للخطوط الجوية القطرية من الدوحة إلى أيرلندا، نتيجة اضطراب الطائرة أثناء تحليقها فوق تركيا. وهو الحادث الثاني خلال أسبوع بعد حادث رحلة الخطوط الجوية السنغافورية المتجهة من لندن إلى سنغافورة الثلاثاء الماضي، حيث توفي رجل بريطاني يبلغ من العمر 73 عامًا وأصيب 30 آخرين بجروح نتيجة اضطرابات شديدة (مطبات هوائية) عنيفة تعرضت لها الرحلة. فكيف تزداد الاضطرابات الجوية سوءًا؟
الاضطرابات الجوية.. ما الذي حدث؟
وفق موقع “سكاي نيوز” البريطاني، فإن بيانات رحلة الخطوط الجوية السنغافورية أظهرت ارتفاع الطائرة حوالي 275 قدمًا في الساعة 2:49 مساءً بالتوقيت المحلي، قبل أن تعود إلى ارتفاع إبحار حوالي 37,000 قدم.
ووفقًا لموقع Flightradar24، واجهت الطائرة تغيرًا سريعًا في المعدل الرأسي، مما يتفق مع حدث اضطراب مفاجئ. وفي الساعة 3:03 مساءً، غيرت الرحلة مسارها وبدأت في التوجه نحو بانكوك، حيث أعلنت حالة الطوارئ وهبطت في الساعة 3:45 مساءً.
أسباب الاضطرابات الجوية
يقول تيم أتكينسون، مستشار طيران، لبودكاست سكاي نيوز ديلي، أن الطائرة واجهت اضطرابًا جويًا في منطقة تُعرف بمنطقة التقارب بين المناطق الاستوائية، وهي مشهورة بين الطيارين بسبب الاضطرابات الجوية، التي قد تزيد بفعل حجم الطائرة. وطائرة بوينج 777 هي واحدة من أكبر وأصلب هياكل الطائرات.
أنواع الاضطرابات الجوية
يشير جو روبنسون، منتج الطقس في “سكاي نيوز”، إلى أن هناك أشكالًا مختلفة من الاضطرابات الجوية، بما في ذلك اضطراب الهواء الصافي (CAT)، الذي لا يمكن التنبؤ به بسبب عدم وجود علامات بصرية مثل السحب.
وعادة ما يحدث اضطراب الهواء الصافي على ارتفاع 15,000 قدم وما فوقها ويرتبط بالتيار النفاث (تدفق الهواء بصورة أفقية وبسرعة عالية جدًا في أعالي التروبوسفير).
الاضطرابات الجوية.. ما مدى شيوعها؟
وتقول كريس ماكجي، طيارة تجارية لأكثر من 20 عامًا، إنها واجهت اضطراب الهواء الصافي مرة واحدة فقط في مسيرتها المهنية. وأضافت أن هذه الحوادث نادرة جدًا رغم أن الاضطراب الجوي ليس نادرًا بشكل عام. وأوصت الركاب بالالتزام بتعليمات طاقم الطائرة والحفاظ على أحزمة الأمان مربوطة بشكل فضفاض.
هل يؤثر تغير المناخ في الاضطرابات الجوية؟
في يونيو من العام الماضي، وجدت دراسة في جامعة ريدينغ، أنه في بقعة نموذجية في شمال المحيط الأطلسي – أحد أكثر الطرق ازدحامًا في العالم – زاد إجمالي المدة السنوية للاضطرابات الشديدة بنسبة 55% من 17.7 ساعة في عام 1979 إلى 27.4 ساعة في عام 2020.
كما وجد أن الاضطراب المعتدل قد زاد بنسبة 37% من 70.0 إلى 96.1 ساعة، وزاد الاضطراب الخفيف بنسبة 17% من 466.5 إلى 546.8 ساعة.
وقال البروفيسور بول ويليامز، عالم الغلاف الجوي الذي شارك في تأليف الدراسة، في ذلك الوقت: “رسالتي من هذا هي أننا بحاجة إلى القيام بشيء ما وإلا ستصبح الرحلات الجوية أكثر اضطرابًا في المستقبل (مع زيادة الاحترار العالمي)”.
وقال البروفيسور بول راوندي، من جامعة ألباني، يوم الثلاثاء الماضي، إن الزيادة بنسبة 55% في “إشارة نادرة للغاية تعطي تغييرًا حقيقيًا، ولكنه صغير، في المخاطر المطلقة”.
وأشار إلى أنه “ليس شيئًا يجب أن يقلق المسافرين من رحلات الطيران”، قبل أن يضيف: “لن يكون السفر بالطائرة في المستقبل محفوفًا بالمخاطر، أو وجود الآلاف من الركاب القتلى أو المصابين”.