الوئام- خاص
بعد 8 أشهر من الحرب، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية وقف إطلاق النار في غزة، عبر طرح رؤية ثلاثية، أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، تتضمن إنهاء الأعمال العسكرية وتبادل الأسرى وإعادة إعمار القطاع.
ويرى الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن خطاب الرئيس الأمريكي فخ خطير، تحاول إسرائيل نصبه لسكان القطاع، بالتعاون مع أطراف في الإدارة الأمريكية.
ويؤكد ماهر صافي، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن بايدن ألقى الكرة في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يجب عليه أن يُعلن بشكل رسمي قبوله هو وحكومته بالمقترح، موضحا أن رؤية وقف الحرب تضمنت انسحاب الجيش الإسرائيلي، رغم أن المقترح لم يوضح إلى أين يكون الانسحاب، بالإضافة إلى أن موضوع وقف إطلاق النار في غزة لم يتم حسمه بعد.
البحث عن المكاسب
المحلل السياسي ينوه بأن الحديث عن نهاية مستدامة للقتال في المرحلة الثانية من المقترح، لا يحقق مطالب المقاومة الفلسطينية في وقف شامل وكامل لإطلاق النار، وهذا يدلل لنا على استمرار الحرب لحصد مزيد من المكاسب التي يبحث عنها نتنياهو.
ويشير صافي إلى أن نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد الحرب، لأنه يعي جيدا حالة الاحتقان وازدياد المظاهرات والاحتجاجات ضد سياسته في التعامل مع ملف الأسرى، بالإضافة إلى تصاعد حدة الانقسام الإسرائيلي الإسرائيلي، سواء أكان في الحكومة أو قيادة الجيش وأركانه والمنافسين له، وعلى رأسهم الوزير في حكومة الحرب بيني جانتس، الذي ينتظر الفرصة ليكون الرجل الأول في الحكومة الإسرائيلية.
ويتابع المحلل الفلسطيني: “لو نظرنا إلى التفاصيل الدقيقة للمقترح الذي طرحه بايدن، فإنه ينسجم مع تسريبات إسرائيلية قالت إن إسرائيل ستقدم تنازلات بشأن آليات وكيفية تبادل الأسرى في المرحلة الأولى، وقبول وقف إطلاق النار في المرحلة الثانية، والإدارة الأمريكية لا تزال منحازة لإسرائيل وتغطي جرائمها وتشاركها في العدوان على شعبنا، من خلال الدعم الذي لا يزال مستمرا، سواء بالسلاح أو بوسائل القتل والدمار”.
ويستطرد ماهر صافي: “عالميا، نجد أن الإدارة الأمريكية ما زالت تتصدى وتهدد كل المؤسسات الدولية التي تحاول توجيه الإدانة للعدو الإسرائيلي، ويجب على كل من يتحدث باسم شعبنا الفلسطيني أن يتخذ موقفا وطنيا، يضمن وقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة، دون شروط تعجيزية وإغاثة شعبنا وضمان إعادة الإعمار، ضمن صفقة تبادل واضحة، ولا يمكن الثقة في الإدارة الأمريكية؛ لأنها إدارة أقوال، وعند الأفعال تقف مع إسرائيل، ولا يمكن النظر لما تُعلنه كما لو كانت جهة وسيطة محايدة، فهي طرف رئيسي في الحرب على شعبنا”.