الوئام – خاص
تتواصل المعارك الضارية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي ترتكز في مناطق متفرقة من الخرطوم بحري وأم درمان، في تصعيد جديد للعمليات الحربية في العاصمة.
منذ ساعات الصباح الأولى، عبرت أعداد كبيرة من قوات الجيش جسر الحلفايا، الرابط بين أم درمان والخرطوم بحري، وتوغل لعمق بحري، بعد أن تمكن من تدمير ارتكازات كانت تقيمها قوات الدعم السريع في الجهة الشرقية من الجسر.
عملية نوعية
وأصدر الجيش السوداني بيانا، ذكر فيه أن قواته نفذت عملية نوعية ناجحة فجر اليوم، أدت إلى تدمير عدد كبير من آليات العدو، وخلفت العديد من القتلى في قوات الدعم السريع، كما تمكنت القوات من الوصول إلى عمق العدو في منطقة الخرطوم بحري والحلفايا، وكشف عن سقوط 7 قتلى و28 جريحا من قوات الجيش.
ويرى الدكتور عادل عبدالعزيز الفكي، الخبير في الشأن السوداني، أن الجيش يُحقق في الوقت الحالي تقدما في مختلف محاور القتال في السودان، حيث تمكّن من السيطرة على جسر الحلفايا، وهو أحد أهم الجسور في ولاية الخرطوم، كما تمكن من تدمير قوة كبيرة لقوات الدعم السريع المتمردة في ولاية سنار وسط البلاد، بينما يدافع ببسالة عن مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور.
ويقول عبدالعزيز الفكي، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن السلوك الهمجي والانتهاكات الفظيعة لقوات الدعم السريع التي نهبت الأموال والسيارات، واحتلت منازل المواطنين، لا يعطي أي فرصة أو مجال لإيقاف الحرب، دون التزام هذه القوات بإيقاف اعتداءاتها والخروج من منازل المواطنين.
ويُضيف الخبير في الشأن السوداني: “ربما تكون دعوة القاهرة لمنبر تفاوضي للقوى السياسية السودانية نهاية الشهر الجاري، هي الأقرب لتحقيق التقدم في مسار إيقاف الحرب، بحكم احترام مصر للشرعية والمؤسسات الرسمية السودانية”.
ويذكر الخبير في الشأن السوداني: “أما بالنسبة إلى مؤتمر تقدم الذي اختتم بأديس أبابا، فإنه لم يأتِ بجديد، ولن يكون له تأثير على الأرض أو على الأحداث في السودان، وذلك لأن الأحزاب التي اجتمع ممثلوها في أديس أبابا لا تحظى بأي سند شعبي، وليست لها القدرة على تقديم مقترحات تلبي طموحات الشعب السوداني في تحقيق السلام، بحكم أنها منحازة كلية لقوات الدعم السريع”.