كشفت دراسة حديثة عن مخاطر صحية جسيمة للسمنة على المدى الطويل، خاصةً لدى الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
وأوضحت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة هارفارد، أن السمنة المفرطة لمدة عقد من الزمن تُضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، لدى النساء تحت سن الخمسين بنسبة 60٪، بينما يزداد الخطر لدى الرجال تحت سن 65 عامًا بنسبة 57٪.
ويفسر الباحثون عدم ظهور هذا الارتباط لدى كبار السن بوجود عوامل أخرى تُساهم في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مع تقدم العمر، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول.
ومع ذلك، تُؤكد الدراسة على إمكانية الوقاية من هذه المخاطر الصحية من خلال علاج السمنة في الوقت المناسب، حيث أوضح البروفيسور ألكسندر تورشين، أحد الباحثين الرئيسيين، أن “السمنة لا تحدد بشكل دائم المسار الصحي للفرد، فبحسب الدراسة، فإن علاج السمنة يُقلّل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية حتى لدى الأشخاص الذين عانوا من السمنة لفترات طويلة.”
وتهدف الدراسة، التي شملت أكثر من 136 ألف شخص، إلى تحديد تأثير السمنة لفترات طويلة على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين عانوا من السمنة لمدة عقد من الزمن كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حتى بعد الأخذ بعين الاعتبار عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم.
وتُعدّ هذه النتائج بمثابة رسالة تحذيرية للأشخاص الذين يعانون من السمنة، خاصةً الشباب، لمعالجة هذه الحالة الصحية في أقرب وقت ممكن لتجنب مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.