بدأ النفوذ الروسي يكتسب المزيد من الأرض في جميع أنحاء أفريقيا خلال الأعوام الأخيرة، مما يضع القارة في قلب المنافسة الجيوسياسية المتنامية بين الكرملين والبيت الأبيض.
يقول المسؤولون الأمريكيون إن جهود روسيا لتطوير نظام عالمي “متعدّد الأقطاب”، أدّت إلى اشتعال الصراع في القارة.
ولا يزال التدخل الاقتصادي والعسكري الروسي في أفريقيا ضئيلاً، مقارنةً بتدخل كل من الصين والغرب، ومع ذلك، وفي خضم الاضطرابات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، تقترب العديد من الحكومات الأفريقية من موسكو.
ويقول المحللون إن هذا التحوّل سببه الإحباط من التدخل الغربي في القارة، والاستياء المتزايد في العديد من البلدان الأفريقية، بسبب الافتقار للتمثيل في المؤسسات الدولية.
وعن الصراع الدولي في القارة وتحرّك روسيا، يقول حسن كلي ورتي، الباحث والمحلل السياسي، إن سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أجرى عدة زيارات متعددة لدول أفريقية خلال السنوات الأخيرة، تراوحت بين 4 و5 جولات، موضّحاً أن موسكو بدأت في بناء علاقات جديدة مع تشاد.
ويضيف حسن ورتي، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “لافروف خلال الجولة الأخيرة، زار لأول مرة بوركينا فاسو التي تربطها علاقات قوية مع روسيا، ويتلقى نظامها دعماً كبيراً من الروس، بالإضافة إلى زيارة تشاد التي تسعى موسكو لتوقيع اتفاقيات اقتصادية وأمنية معها، وأيضاً التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والزراعة والطاقة”.
المحلل السياسي يؤكد أن “روسيا تُحاول بناء نظام عالمي جديد متعدّد الأقطاب، وتسعى إلى تنفيذه بإنشاء تحالفات جديدة في القارة الأفريقية، عبر معاهدات عسكرية وأمنية واقتصادية، لمواجهة النفوذين الفرنسي والأمريكي”.
ويُتابع حسن ورتي: “فشلت فرنسا خلال الـ10 أعوام الماضية في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل والصحراء، لذلك استغلت روسيا الوضع، ونجحت في تثبيت أقدامها بدول مالي والنيجر وبوركينا فاسو والسودان وليبيا وتشاد في الطريق والتي تتمتع بموقع استراتيجي وهمزة وصل بين دول الشمال والجنوب في القارة”.
ويشير الخبير في شؤون الأمن الأفريقي إلى أن “روسيا تتحرك بقوة في السودان وليبيا، وتسعى إلى تحقيق مصالحها في القارة، وعلى فرنسا إعادة النظر في سياستها بأفريقيا؛ لأنها مهدّدة بخسارة مستعمراتها وحلفائها”.