الوئام- خاص
أحدثت استقالة بيني جانتس، وزير الحرب الإسرائيلي، زلزالا سياسيا داخل وخارج إسرائيل، ما يزيد الضغوط على بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، مع احتدام الحرب في غزة.
واستقال جانتس بعد أن وجّه إنذارا لمنافسه بشأن ما بعد الحرب في غزة، وأعلن هذا المنافس لنتنياهو خلال خطاب مهيب بثه التلفزيون “إننا نترك حكومة الوحدة بقلب مثقل”.
وانتقد بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، جانتس، قائلا: “ليس هناك عمل أقل غرابة من الاستقالة من الحكومة في زمن الحرب، وأن المختطفين ما زالوا يموتون في أنفاق حماس”.
اليمين المتطرف
وعن أسباب استقالة جانتس وتعقيدات المشهد الداخلي في إسرائيل، يقول الدكتور سعيد شاهين، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الخليل، إن “لعملية النصيرات وتحرير الأسرى أثرا كبيرا على المشهد السياسي داخل إسرائيل، فقد أعادت للمجتمع اليميني وللتيارات والأحزاب المتطرفة والفاشية جزءا يسيرا من تطلعاتها في تحقيق صورة نصر، رغم فشل العملية في تحرير كل المحتجزين الموجودين في المنطقة المستهدفة في النصيرات، وخسارة عدد من الجنود وضابط كبير في وحدة اليمام التابعة للشرطة”.
ويؤكد سعيد شاهين، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “الجنوح نحو التطرف والتعطش لسفك المزيد من دماء الفلسطينيين، سيساعدان هذه الحكومة على التماسك لفترة أطول، لحين وقوع حدث كبير تحققه المقاومة ويفقدهم نشوة النصر هذه، وانسحاب جانتس لن يؤثر بشكل سريع في تماسك الائتلاف الحاكم، إلا بعد فترة يمكن من خلالها كسب بعض الليكوديين الذين يميلون للوزيرين المستقيلين، جادي آيزنكوت وبيني جانتس”.
توسع الصراع
ويضيف أستاذ الإعلام السياسي أن “هناك احتمالات كبيرة لتوسع الصراع في جبهة الشمال بشكل كبير”.
شاهين يشدد على أن “الضغط يتزايد على إسرائيل بسبب توسع دائرة التضامن لصالح فلسطين، وبات المجتمع الدولي أكثر جرأة في انتقاد إسرائيل، وأكثر فاعلية في اتخاذ خطوات عملية ضد دولة الاحتلال، ومنها قرارات المنظمات الدولية، واعتراف بعض الدول بفلسطين كدولة مستقلة، واتخاذ خطوات أخرى عقابية، وإعلانها الالتزام بالقانون الدولي، وضرورة محاسبة مرتكبي عمليات التطهير العرقي والإبادة بحق الفلسطينيين، إلى جانب استدعاء سفراء وطرد مواطنين إسرائيليين، وغيرها من الخطوات التي ستضاعف الضغط على حكومة الاحتلال وتزيد من عزلتها الدولية”.
وقالت مجموعة حملة منتدى الرهائن والعائلات المفقودة، إن البلاد لن تغفر للقادة الذين يتخلون عن الرهائن، واعتذر جانتس لعائلات الأسرى، مضيفا: “لقد فشلنا في اختبار النتيجة”.
ويوم السبت الماضي، بعد ساعات من إنقاذ القوات الإسرائيلية 4 رهائن في غزة، حث نتنياهو، جانتس على عدم الاستقالة، وكان يُنظر إلى الوزير المستقيل، الذي بلغ 65 عاما الأحد الماضي، على أنه المرشح الأوفر حظا لتشكيل ائتلاف في حال إسقاط حكومة نتنياهو والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
ويقول الدكتور علي الأعور، أستاذ حل النزاعات الدولية والإقليمية، الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن “إسرائيل ما زالت تتكبد خسائر كبيرة بعد 9 أشهر من الحرب، ولم يتمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من تحقيق الأهداف التي وضعها في بداية الصراع، بل على العكس، فالجبهة الأمنية والسياسية تتفكّك باستقالة بيني جانتس وجادي آيزنكوت وقائد جهاز “أمان” آهارون هاليفا وقائد فرقة غزة كولونيل آفي روزنفيلد، ما يدل على حالة الارتباك وانخفاض معنويات الجيش الإسرائيلي”.
رخصة لنتنياهو
ويرى علي الأعور، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “استقالة جانتس تعطي رخصة لنتنياهو للتنصل من الاتفاق الأمريكي لوقف الحرب، والإفراج عن الأسرى، وإدخال المساعدات للمدنيين في غزة، وبالتالي فقادة إسرائيل يفضلون العمل العسكري”.
ويتابع الخبير في الشأن الإسرائيلي: “سنرى خريطة سياسية مختلفة في إسرائيل، وستشكل استقالة بيني جانتس هزة عنيفة في الداخل الإسرائيلي، كما ستؤدي إلى زيادة أعداد المتظاهرين من المعسكر الوطني الذين يطالبون بانتخابات مبكرة وزيادة الضغط الدولي على حكومة اليمين المتطرف”.
مكاسب واعترافات
يختتم الأعور حديثه قائلا: “القضية الفلسطينية ستحصد المزيد من التعاطف والاعترافات والمكاسب العالمية، وأصبحت في مقدمة وأولويات الدول العالمية، والأهم يجب وقف الحرب على غزة والاستيطان وعقد مصالحة فلسطينية وتشكيل حكومة وطنية”.
ويصر بن جفير وسموتريتش على أنه لا ينبغي للحكومة الدخول في أي صفقة، ويجب عليها مواصلة الحرب حتى يتحقق هدف تدمير “حماس”، كما طالب بن جفير بدخول حكومة الحرب الإسرائيلية، بعد استقالة بيني جانتس، وقال عبر حسابه على تطبيق “تليجرام”: “بصفتي وزيرا وزعيم حزب وحليفا رئيسيا للائتلاف، أطالب بإدراجي في حكومة الحرب، لكي أكون مرتبطا بسياسة إسرائيل الأمنية”.
ويحكم الائتلاف بأغلبية ضئيلة تبلغ 64 مقعدا، من أصل 120 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي، ويعتمد على أصوات اليمين المتطرف.