الوئام- خاص
يتزايد الصراع الروسي الغربي في العديد من المناطق العالمية، وأبرزها الساحة الأوكرانية التي تشهد حربا مستمرة منذ عامين، دعمت خلالها واشنطن والعواصم الأوروبية كييف بالمال والسلاح، في المقابل، تعمل موسكو لصنع المزيد من الحلفاء في الدول الأوروبية، وذلك بالتقرب لليمين المتطرف الصاعد في القارة العجوز، وأبرز مثال ترحيب موسكو بفوز الجبهة الشعبية اليمينية في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية.
الصراع الروسي الفرنسي الأمريكي امتد أيضا منذ سنوات قليلة إلى قارة أفريقيا، وبدأت موسكو في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري ونشر قوات شبه عسكرية في دول أفريقية “فاجنر”، خصوصا “دول الساحل والصحراء”، مع انسحاب القوات الفرنسية التي فشلت في محاربة الإرهاب والتطرف.
وعن الصراع الروسي الفرنسي في أفريقيا، يذكر الدبلوماسي نيكولا نورماند، السفير الفرنسي السابق في مالي والسنغال والكونغو والباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بباريس ومؤلف كتاب Le Grand Livre de l’Afrique، أن روسيا تخطط لإحراج الدول الغربية والانتقام منها لدعمها أوكرانيا، كما تنشر مرتزقة في دول أفريقيا وتُسيطر على الذهب.
ويقول نيكولا نورماند، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن روسيا تنشر الفوضى في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية لزيادة ضغط الهجرة غير الشرعية على أوروبا، موضحا أن جولة وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الأخيرة في العديد من الدول الأفريقية، تبعتها تحركات ضد فرنسا في دول القارة السمراء.
ويضيف الدبلوماسي السابق أن روسيا تدعم اليمين المتطرف الفرنسي، وبعد فوزه بالجولة الأولى، أصدرت موسكو بيانا أعلنت فيه رضاها، بعد فوز الجبهة الشعبية في الجولة الأولى، لكنها صُدمت بعد الجولة الثانية.
وعن الكونفدرالية الجديدة بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو وارتباطها بالصراع، ينهي نورماند حديثه قائلا إن الكيان يهدف إلى جمع الدول الثلاثة المعزولة في وسط الساحل في تكتل جديد، وهذا يتعارض مع جوهر التكامل الإقليمي الذي تسعى إليه المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “الإيكواس”، كما أنه سيحرم سكان الدول الثلاث من حقهم الحالي في التنقل دون تأشيرة في المنطقة، وسيؤدي إلى مزيد من المشاكل والعيوب.