كشف تقرير جديد بمجلة “وايرد” الأمريكية عن العلاقات الخفية بين جوجل وأمازون والجيش الإسرائيلي، بينما نقلت عن موظفين حاليين وسابقين في الشركتين أن مشروع “نيمبوس” يجعل عملاقي التكنولوجية الأمريكية متورطتين في الحرب على غزة منذ بدايتها.
احتجاجات موظفي جوجل
في 16 أبريل الماضي، دخلت الشرطة مكاتب جوجل في نيويورك وكاليفورنيا لاعتقال عدة موظفين كانوا يحتجون على عقد سحابي بقيمة 1.2 مليار دولار مع الحكومة الإسرائيلية يسمى مشروع “نيمبوس”. وهو الاتفاق، الذي يتم تقاسمه مع أمازون، والذي واجه معارضة من بعض الموظفين في كلا الشركتين منذ 2021، وتصاعدت الاحتجاجات بشأنه مع اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة أوائل أكتوبر الماضي.
وقتها، أكدت جوجل أن المشروع ليس موجهًا للعمل العسكري ولا يتعلق بالأسلحة أو خدمات الاستخبارات، بينما لم تتحدث أمازون علنًا عن نطاق العقد.
لكن “وايرد” تقول إنها أجرت مراجعة للوثائق العامة وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين وموظفي جوجل وأمازون، حيث أثبتت أن الجيش الإسرائيلي كان محوريًا في “نيمبوس” منذ بدايته، وأنه شارك في تصميم المشروع وكان من أهم مستخدميه، الذين ينظرون إليه باعتباره يوفر بنية تحتية هامة للجيش الإسرائيلي.
إسرائيل: نيمبوس مهم في حرب غزة
في فبراير الماضي، خلال مؤتمر مخصص لمشروع نيمبوس، نسب رئيس إدارة السايبر الوطنية الإسرائيلية، جابي بورتنوي، الفضل للعقد في مساعدة الجيش الإسرائيلي في الرد العسكري على حماس. وقال بورتنوي: “أشياء رائعة تحدث في المعركة بسبب السحابة العامة لنيمبوس، أشياء لها تأثير في حسم النصر”، وفقًا لمقال نشر في موقع “People & Computers” الذي شارك في تنظيم المؤتمر.
تناقض التصريحات الرسمية
وفق “وايرد”، تتعارض تصريحات بورتنوي مع تصريحات جوجل للوسائل الإعلامية، والتي سعت لتقليل الربط بين المشروع والأعمال العسكرية.
قالت المتحدثة باسم جوجل، آنا كوالتشيك، في بيان عبر البريد الإلكتروني: “هذا العمل لا يُوجه نحو الأعمال الحساسة جدًا أو السرية أو العسكرية المتعلقة بالأسلحة أو خدمات الاستخبارات. عقد نيمبوس مخصص للأعمال التي تعمل على السحابة التجارية الخاصة بنا من قبل الوزارات الحكومية الإسرائيلية، التي توافق على الامتثال لشروط الخدمة وسياسة الاستخدام المقبول لدينا”.
دور جيش الاحتلال في نيمبوس
في عملية تقديم العطاءات التي استمرت ثلاث سنوات، كانت هناك وثائق وتصريحات عامة واضحة حول مشاركة الجيش الإسرائيلي في نيمبوس ودوره المتوقع كمستخدم.
قالت وزارة المالية الإسرائيلية في بيان قدمته لموقع الأخبار الإسرائيلي “ماكو” في 2022: “مشروع نيمبوس هو مشروع لتوفير خدمات السحابة العامة للحكومة ووزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي. كانت الجهات الأمنية المعنية شريكة في هذا المشروع منذ يومه الأول، وما زالت”.
قدرات نيمبوس
في يوليو 2022، كشفت “The Intercept” -المعنية بكشف الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان- عن وثائق تدريب وفيديوهات قدمت لمستخدمي نيمبوس في الحكومة الإسرائيلية، كشفت عن بعض التقنيات التي توفرها جوجل بموجب العقد، بما في ذلك قدرات الذكاء الاصطناعي لكشف الوجوه، وتتبع الأجسام، وتحليل المشاعر، وغيرها من المهام المعقدة.
تصاعد الاحتجاجات والمعارضة
لم تكن الاحتجاجات الأخيرة في جوجل وأمازون ضد مشروع نيمبوس هي المرة الأولى؛ نقلت “وايرد” عن موظفة سابقة في جوجل، تم فصلها مع عشرات الآخرين بعد احتجاجهم على مشروع نيمبوس في أبريل، إنها اقتنعت بأنه لا يمكن الوثوق بأي شيء يقوله مسؤولو الشركتين.
وقد بدأت أولى الاحتجاجات الكبيرة ضد مشروع نيمبوس في أكتوبر 2021، عندما نشر ائتلاف من موظفي جوجل وأمازون رسالة مفتوحة في صحيفة “The Guardian” تدين العقد.
ووصل عدد شهداء قطاع غزة منذ اندلاقع العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 38 ألفًا و400 شهيد، بينهم قرابة 16 ألف طفل وأكثر من 10 آلاف امرأة، فضلًا عن آلاف المفقودين والجرحي، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.