بدأت المستشفيات الفرنسية بتزويد نفسها بطابعات ثلاثية الأبعاد تتيح تخصيص نكهات الأدوية وأشكالها وجرعاتها، مما يُسهّل تناولها خاصة للأطفال.
تُعتبر هذه التقنية المتطورة واعدة في تقديم علاجات مخصصة لمجموعات متعددة من المرضى مستقبلاً.
في صيدلية معهد “غوستاف روسي” للسرطان قرب باريس، تم تركيب اثنتين من هذه الطابعات التي تصنعها شركة “فابركس” FabRx الإنجليزية الناشئة.
يُمكن لهذه الطابعات تصنيع أدوية بجرعات وأشكال مبرمجة مسبقاً، ويتم تركيب محقنة تطلق عجينة على لوحة معدنية ساخنة.
وأوضح ماكسيم أنرو، الصيدلي في معهد غوستاف روسي، أن الأدوية الناتجة تشبه العلكات وتكون قابلة للمضغ بنكهة النعناع لإخفاء طعم الدواء النشط، تستخدم هذه الأدوية لعلاج الأطفال المصابين بمرض “ساركوما الأنسجة الرخوة”.
نشأت فكرة تخصيص الأدوية للأطفال من حاجة ماسة، حيث أبلغ أطباء الأطفال في المستشفى عن رفض المرضى للمضاد الحيوي السائل بسبب طعمه السيئ.
بفضل الطابعة ثلاثية الأبعاد، تم تغيير الطعم وجعل الدواء أكثر قبولاً للأطفال.
يُتوقع أن يتسارع التصنيع مع بداية العام الدراسي، حيث يمكن إنتاج 60 مضاداً حيوياً في الساعة، أي 500 جرعة يومياً، ويأمل الصيدلي في أن تكون الأدوية المطبوعة بنكهة الكولا محببة أكثر للأطفال.
تُحسّن الأدوية المطبوعة الامتثال العلاجي من خلال تسهيل تناولها وتكييف الجرعات مع احتياجات الأطفال، يمكن برمجة الجرعات حسب الطلب، مما يوفر تكاليف تطوير الأدوية للأطفال.
تشهد السوق الأوروبية ازدهاراً في استخدام هذه الأدوية، حيث بدأت مستشفيات مثل فال ديبرون في برشلونة ومستشفى ليدن في هولندا باستخدام هذه التقنية.
تستعد مستشفيات فرنسية أخرى لاعتمادها قريباً، مثل المركز الاستشفائي في نيم، الذي يهدف إلى تقديم الأدوية للأطفال المصابين بأمراض القلب بحلول الربع الأول من عام 2025.
يُمكن لهذه التقنية أن تؤثر على مجموعات أخرى من المرضى في المستقبل، خاصة في طب الشيخوخة، حيث يمكن تركيب عدة جزيئات دوائية داخل دواء واحد، بالنسبة لكبار السن الذين يصعب عليهم ابتلاع الأقراص، يمكن أن تكون الأشكال الأخرى من الأدوية أكثر ملاءمة.