كشفت دراسة حديثة عن مخاطر نقص النوم على صحة الأطفال النفسية، وتحديدًا على وظائف الدماغ المتعلقة بمعالجة التوتر والتحكم في المشاعر السلبية.
وأظهرت الدراسة، أجراها باحثون في جامعة “كولورادو” الأمريكية، و نُشرت نتائجها في موقع “كونفرزيشن” الإلكتروني، أن الأطفال الذين يعانون من نقص النوم، وخاصةً أولئك المنتمين إلى أسر ذات مستويات اجتماعية واقتصادية منخفضة، هم أكثر عرضة لتأثيرات سلبية على منطقة الدماغ المسؤولة عن معالجة المشاعر، والتي تُعرف باسم “اللوزة الدماغية”.
وخلال الدراسة، قام الباحثون بدراسة أنماط نوم مجموعة من الأطفال من مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية، وتم إجراء فحص بالرنين المغناطيسي لأدمغتهم لتحليل وظائف اللوزة الدماغية ومدى اتصالاتها مع باقي مناطق الدماغ.
ووجدت النتائج أن الأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض كانوا ينامون بشكل أقل مدة، ويستيقظون في وقت لاحق من اليوم مقارنة بالأطفال من الأسر ذات الدخل المرتفع.
وارتبط نقص النوم لدى الأطفال بضعف وظائف اللوزة الدماغية، وتحديدًا انخفاض حجمها وضعف اتصالاتها مع مناطق الدماغ الأخرى المسؤولة عن معالجة المشاعر.
وتُشير هذه النتائج إلى أن قلة النوم، وخاصةً في مرحلة الطفولة، قد تُؤدي إلى مضاعفات سلبية على صحة الأطفال النفسية، وتُعيق قدرتهم على التعامل مع التوتر وإدارة عواطفهم بشكل سليم.
ويُحذر الباحثون من أن هذه المشاكل قد تستمر مع الأطفال حتى مرحلة البلوغ، وتُؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض الصحة العقلية، خاصةً لدى الأطفال من الأسر ذات المستويات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة.
وتُؤكد هذه الدراسة على أهمية ضمان حصول جميع الأطفال على قسط كافٍ من النوم، وتوفير بيئة نوم مناسبة لهم، خاصةً في ظلّ ما أظهرته من مخاطر نقص النوم على وظائف الدماغ والقدرة على التحكم في المشاعر.