تتصاعد الدعوات والأصوات المطالبة بمنع الرئيس الأمريكي الديمقراطي، جو بايدن، من الترشح لولاية ثانية، في ظل معاناته من تقدم العمر، والحديث عن الإصابة بالخرف ومرض باركنسون، بالإضافة للأداء السيئ والكارثي في المناظرة الأخيرة، والارتفاع الكبير في أسهم المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.
وعن المشهد الانتخابي الأمريكي، يقول عمرو جوهر، الخبير في الشأن الأمريكي من العاصمة الأمريكية واشنطن، إنه إذا أعلن الرئيس بايدن انسحابه من السباق الرئاسي بناءً على نصيحة طبية، فستكون لذلك آثار سياسية عميقة، حتى وإن كان هذا السيناريو متوقعاً، لتمسك ترامب بخوض الانتخابات حتى الآن.
ويضيف عمرو جوهر، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنه ستكون هناك تكهنات فورية حول صحة الرئيس وتأثيرها على الانتخابات وبقائه في الحكم حتى يناير المقبل.
ويشير الخبير في الشأن الأمريكي إلى أن التركيز سوف يتحول إلى كامالا هاريس، باعتبارها نائب الرئيس الحالي، والخلف المباشر، وقد تكون حلاً لهزيمة ليست قاسية أمام ترامب.
ويؤكد جوهر أن الحزب الديمقراطي سيتجه إلى النظر في المرشحين المحتملين الآخرين الذين يمكنهم التدخل وحشد الدعم، إلا أنه سيكون كالطالب الفاشل الذي يذاكر ليلة الامتحان، والحزب لا يمتلك الوقت ولا الدعم المالي حالياً، لأن الممولين التقليديين سيتراجعون عن تمويل الحزب، لأنها ستكون أموالا مهدرة، حسب وصفهم.
الخبير السياسي يذكر أن دعوة زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إلى تأجيل ترشيح بايدن، تشير إلى قلق داخلي كبير بشأن قدرة بايدن على البقاء كمرشح، ومثل هذه الخطوة تشير إلى انقسامات عميقة داخل الحزب، فيما يتعلق بقدرة بايدن الصحية.
ويوضح الخبير في الشأن الأمريكي أن مطالبة السيناتور الديمقراطي البارز، آدم شيف، علناً بايدن بالانسحاب على الفور، خطوة غير مسبوقة، تعكس مخاوف عميقة، وتُشير إلى تحفظات جدية بشأن قدرة بايدن على الاستمرار في ولاية أخرى أو حتى إتمام الفترة الأولى.
وعن قدرة الحزب الديمقراطي على تصحيح الأمر، ينوّه جوهر بأن قدرة الحزب على معالجة الأمر تعتمد على عدة عوامل، منها توحيد الصفوف، والشفافية مع الجمهور بشأن صحة وقدرة بايدن، والأكيد أن هناك تململاً من أعضاء الحزب حول ما يجري، وأيضاً يأس الناخب الديمقراطي من فرص نجاح بايدن أو أي مرشح محتمل.
وبشأن موقف ترامب بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، يؤكد الخبير في الشأن الأمريكي أن المرشح الجمهوري حصل على مزيد من الدعم والتأييد بين القاعدة الانتخابية والناخبين المترددين أيضاً، وحصل على أمل كبير في فوز سهل.
وبالنسبة إلى التأمين الانتخابي، يختتم حديثه ذاكراً: “هناك الكثير من المخاوف الأمنية، وسوف يكون هناك تركيز مبالغ فيه على أمن المرشحين المحتملين، ما قد يؤثر على لوجستيات الحملات الانتخابية، وهناك مخاوف في الشارع الأمريكي بشأن الديمقراطية الأمريكية بشكل عام، وما قد يحدث من فوضى نتيجة لمحاولة اغتيال ترامب”.