أعلن قائد جيش بنجلاديش، الجنرال وقار الزمان، في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع زعماء أحزاب سياسية مختلفة اليوم الاثنين، أنه “سيتم تشكيل حكومة مؤقتة” في البلاد مستبعدا زعماء حزب رابطة عوامي الذي تتزعمه رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، التي استقالت بعد أسابيع من الاحتجاجات الطلابية العنيفة التي أسفرت عن سقوط ما يقرب من 300 قتيل.
وفي كلمته في المؤتمر قال الجنرال وقار الزمان: “ستأخذ العدالة مجراها في جميع عمليات القتل والفظائع هذه، أرجو منكم الاستمرار في الثقة بالجيش”، ودعا الطلاب المحتجين إلى التحلي بالصبر والامتناع عن ارتكاب المزيد من أعمال العنف.
وتجمع المتظاهرون، الذين شوهدوا وهم يرقصون ويهتفون بشعارات مناوئة لحسينة، في حرم جامعة دكا، وهو الموقع الأول للاحتجاجات المناهضة لنظام حصص الوظائف العامة المثير للجدل.
وفي أعقاب أنباء استقالة حسينة، تعرضت العديد من مكاتب رابطة عوامي ومنازل قادتها في أنحاء دكا ومناطق أخرى، للهجوم وأعمال السلب والنهب.
واقتحم آلاف المحتجين المقر الرسمي لرئيسة الوزراء في دكا، بعد أن أفادت تقارير بفرارها من البلاد.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية طلب عدم نشر اسمه أن حسينة غادرت إلى الهند بعد الظهر.
وصباح اليوم الاثنين، خرج آلاف الأشخاص مجددا إلى الشوارع وتعهدوا “بالسير إلى دكا” للمطالبة باستقالة رئيسة الوزراء.
واندلعت أعمال العنف مجددا بعد الدعوة التي تم إطلاقها أمس الاول السبت لبدء عصيان مدني من جانب زعماء الطلبة، الذين رفضوا عرضا من جانب الحكومة لإنهاء أعمال العنف من خلال الحوار.
وكانت السلطات قد استجابت لمطالب الطلاب بإصلاح نظام الحصص الوظيفية سيئ السمعة، بعد أن تسببت الاحتجاجات في منتصف يوليو في مقتل أكثر من 200 قتيل.
وبعد ذلك طالب المتظاهرون الحكومة بضمان تحقيق العدالة لضحايا الفظائع التي ارتكبتها الشرطة، ورفع حظر التجوال وإعادة فتح المؤسسات التعليمية.
ولكن المتظاهرين ذهبوا أمس الأول السبت لأبعد من ذلك، حيث طالبوا باستقالة الحكومة وأطلقوا دعوة للعصيان المدني، وطالبوا من الشعب عدم دفع الضرائب وفواتير الخدمات وإغلاق المكاتب والمصانع وإيقاف وسائل النقل العام.
وتردد أمس الأحد، وقوع المزيد من الاشتباكات العنيفة ما أدى إلى مقتل نحو 100 شخص آخرين، بينهم 14 من رجال الشرطة.
وانتقد خصوم حسينة والعديد من المنظمات الحقوقية الدولية نهجها الاستبدادي، فيما وصفها أنصارها بابنة الديمقراطية.
ونجت حسينة وشقيقتها الشيخة ريحانة من انقلاب عسكري وحشي في عام 1975 اغتيل فيه والدهما الشيخ مجيب الرحمن مع معظم أفراد الأسرة.
وتولت حسينة بعد عودتها من المنفى عام 1981، رئاسة حزب رابطة عوامي.
ولعب الحزب تحت إشرافها، دورا محوريا في تأييد الحركات “المناهضة للاستبداد” ضد الديكتاتور العسكري حسين محمد إرشاد في ثمانينيات القرن العشرين.
وفي عام 1996 ، أصبحت رئيسة للوزراء بعد فوز حزبها في الانتخابات البرلمانية، لتبدأ زعامتها التي استمرت لمدة خمس سنوات.
ومنذ ذلك الوقت فاز حزبها في الانتخابات العامة المتتالية في أعوام 2009 و2014 و2018، ومؤخرا في عام 2024.
ورغم ذلك، زعمت جماعات المعارضة أن نتائج انتخابات 2014 و2018 و2024 شابتها اتهامات بالتزوير.