تشتعل الأوضاع في بنجلاديش مجددا بعد مقتل ما يقرب من 100 شخص يوم الأحد عندما اندلعت اشتباكات بين محتجين يطالبون باستقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة وقوات الأمن وأنصار الحزب الحاكم.
وفي الشهر الماضي، قُتل ما لا يقل عن 150 شخصا وجُرح الآلاف في أعمال عنف اندلعت بسبب احتجاجات مجموعات طلابية على الحصص المخصصة في الوظائف الحكومية.
دعوات لاستقالة حسينة
وتقود مجموعة “الطلاب ضد التمييز”، التي كانت في طليعة الاحتجاجات ضد حصص الوظائف في الشهر الماضي، المظاهرات الأخيرة.
توقفت الاحتجاجات المطالبة بإصلاح نظام الحصص بعد أن ألغت المحكمة العليا معظم الحصص في 21 يوليو.
ومع ذلك، عاد المحتجون الأسبوع الماضي للمطالبة باعتذار علني من حسينة عن العنف، واستعادة اتصالات الإنترنت، وإعادة فتح الكليات والجامعات، والإفراج عن المعتقلين.
وبحلول نهاية الأسبوع، تحولت المظاهرات إلى حملة تسعى إلى الإطاحة بالرئيسة حسينة، حيث طالب المتظاهرون بالعدالة للأشخاص الذين قتلوا الشهر الماضي.
ودعت مجموعة الطلاب إلى عصيان مدني حتى تستقيل رئيسة الوزراء.
لماذا يطالب المتظاهرون باستقالة حسين؟
ويتهم المحتجون حكومة حسينة بالتسبب في أعمال العنف التي شهدتها الاحتجاجات في يوليو. واتهم منتقدوها وجماعات حقوق الإنسان حكومتها باستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين، وهو ما تنفيه الحكومة.
ماذا قالت حسينة مؤخرا؟
وقالت حسينة (76 عاما) وحكومتها في البداية إن الطلاب لم يشاركوا في أعمال العنف خلال احتجاجات الحصص وقال إن حزب الجماعة الإسلامية وحزب المعارضة الرئيسي الحزب الوطني وراء الاشتباكات والحرق العمد.
ولكن بعد اندلاع أعمال العنف مرة أخرى يوم الأحد، قالت حسينة إن “أولئك الذين يرتكبون العنف ليسوا طلابًا بل إرهابيين يهدفون إلى زعزعة استقرار الأمة”.
ورفضت مجموعة الطلاب عرض حسينة لإجراء مناقشات لحل الأزمة.
ما الذي أثار الاحتجاجات بشأن حصص الوظائف؟
بدأت المظاهرات في الحرم الجامعي في يونيو بعد أن أعادت المحكمة العليا العمل بنظام الحصص للوظائف الحكومية، وألغت قرارا أصدرته حكومة حسينة في عام 2018 بإلغائه.
وغادرت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة المقر الرسمي لاقامتها اليوم الاثنين على متن مروحية عسكرية، وبصحبتها شقيقتها الصغرى الشيخة ريهانا، حسبما ذكرت صحيفة دكا تريبون.
وقالت مصادر إنهما توجها إلى ولاية بنغال الغربية بالهند.
وأعلن قائد جيش بنجلاديش، الجنرال وقار الزمان، في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع زعماء أحزاب سياسية مختلفة اليوم الاثنين، أنه “سيتم تشكيل حكومة مؤقتة” في البلاد مستبعدا زعماء حزب رابطة عوامي الذي تتزعمه رئيسة الوزراء الشيخة حسينة
الاقتصاد المتعثر والبطالة
ويعزو الخبراء أيضا الاضطرابات الحالية في بنجلاديش إلى ركود نمو الوظائف في القطاع الخاص، مما يجعل وظائف القطاع العام، مع زيادات الأجور والامتيازات المنتظمة المصاحبة لها، جذابة للغاية.
وأثارت هذه الحصص غضب الطلاب الذين يعانون من ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، حيث يوجد ما يقرب من 32 مليون شاب عاطلون عن العمل أو التعليم في عدد سكان يبلغ 170 مليون نسمة.
وأصيب الاقتصاد المتعثر، والذي كان في يوم من الأيام من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم بفضل ازدهار قطاع الملابس في البلاد، بالركود. ويتراوح معدل التضخم حول 10% سنوياً، كما تتقلص احتياطيات الدولار.