أعلنت منظّمة الصحة العالمية، جدري القرود حالة طوارئ صحية عامة، على الصعيد العالمي، للمرة الثانية خلال عامين، وذلك عقب امتداد تفشي الوباء الفيروسي من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول مجاورة.
ويثير تفشي جدري القرود الحالي القلق أكثر هذه المرة من التفشي السابق؛ لأنه ينطوي على متحور جديد من المرض، يقول الخبراء إنه أكثر التحورات التي رأوها على الإطلاق.
وجدري القرود، حسب منظمة الصحة العالمية، هو مرض فيروسي يُسبّب طفحًا جلديًا، وينتشر عن طريق المخالطة الجسدية بأشخاص أو حيوانات مصابة، بالإضافة إلى مواد ملوّثة، ومعظم المرضى يتعافون بشكل كامل.
وفي السياق، يرى الدكتور محمد أحمد علي، أستاذ الفيروسات بالمركز المصري للبحوث، أن “إعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عالمية، يعني إجراء جميع الدول مسحًا على فيروس جدري القردة وتُحدد نسب ومعدلات الإصابة به”، موضحًا أن مستوى الاهتمام بالمرض يكون عاليًا وتحذيرًا من الدرجة الأولى، كما أن المنظمة الصحية العالمية تُبلغ المكاتب الفرعية التابعة لها بتطوّرات الأوضاع والإصابات.
ويقول أحمد علي، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن “فيروس جدري القردة لا يوجد له لقاح أو دواء حتى الآن، والدليل التحذير الطارئ من منظمة الصحة العالمية، لكي يتسلّح الأشخاص بوسائل الوقاية والحماية من المرض”.
وعن وسائل الوقاية من المرض، يشرح أستاذ الفيروسات أنه يوجد نوعان من الوقاية، وقاية عامة وأخرى خاصّة، مشيرًا إلى أن الجزء الأول يتضمّن الاهتمام بالنظافة العامة والتعامل مع الحيوانات بحذر، خاصّة الأليفة، ويجب أن تكون حاصلة على كل تطعيماتها، لكي لا تنقل لنا الأمراض.
ويذكر أحمد علي أنه لم يثبت حتى الآن تحوّر فيروس جدري القردة أو انتقاله عبر الحيوانات، لكن الأمر وارد، ولذلك يجب الحذر، مؤكدًا أن المرض منتشر في العديد من البقع والأماكن والدول حول العالم، والفيروس موجود بكثافة في قارة إفريقيا.
وبالنسبة إلى الوقاية الخاصة، يطالب أستاذ الفيروسات بارتداء الأقنعة والكمامات في التجمعات الكبيرة، ومنع التعامل نهائيًا مع القرود، وإذا شعر أي شخصٍ بأعراض طارئة وغريبة، لا يأخذ أي أدوية من تلقاء نفسه، وإنما يذهب إلى الطبيب لإجراء الكشف والفحوصات والتحاليل.
وينهي حديثه منوّهًا بأنه توجد مجموعة من التحاليل للأمراض والفيروسات الجديدة؛ مثل “الكوفيد وسارس والفيروس المخلوي”، مؤكدًا أن استشارة الطبيب أمر ضروري ومهم.