يسري عبيد – الباحث في العلاقات الدولية لدى معهد البحوث والدراسات العربية
تلعب السعودية دورا إقليميا كبيرا ومميزا في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا على المستويين السياسي والاقتصادي.
وتحظى السعودية بمكانة مرموقة، انطلاقا من الثقل السياسي والتاريخي، بالإضافة إلى الاحترام الواسع الذي تحظى به الرياض، قيادة وشعبا، في العالم أجمع، وليس بالشرق الأوسط فقط.
ولا شك أن للسعودية دورا رائدا، لا يخفى على أحد في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته المستقلة، وسعي الرياض الدبلوماسي والسياسي المتواصل لإنهاء الحرب في غزة، المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي.
كما طالبت السعودية، مرارا، بإنهاء الحرب فورا ضد الفلسطينيين، وتعقِد العديد من المباحثات وتقود جهودا عربية ودولية، وعقدت أيضا قمة عربية إسلامية في بداية الحرب، للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ولا تزال السعودية تدعم دور الوسطاء (مصر والولايات المتحدة وقطر) لإقرار الهدنة، كما تُقدّم كل أشكال الدعم السياسي والدبلوماسي والإنساني والإغاثي لنجدة ونصرة الشعب الفلسطيني، وسط تشديد سعودي دائم على أهمية حقوق الفلسطينيين، والتأكيد على أن إقرار السلام في غزة مفتاح للسلام في المنطقة.
وبخصوص الشأن اللبناني، كانت الرياض دائما وأبدا، حريصةً على إقرار الأمن في الدولة اللبنانية، باعتباره بلدا عربيا شقيقا، واستقراره جزء من استقرار المنطقة كلها.
أما عن الأزمة في السودان، فالسعودية لا تتوانى عن تقديم الدعميْن السياسي والإنساني والمساعدات الإغاثية في البلد العربي، الذي يشهد قتالا واسعا في العديد من الولايات والمناطق، منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، كما استضافت الرياض أكثر من جولة للحوار بين الجيش والدعم السريع لحل الأزمة السودانية.
وجاءت مخرجات مباحثات منبر جدة، بشأن القضية السودانية، بمثابة أقرب الحلول لحل الأزمة بين الجيش والدعم السريع، لذا تستحق الرياض أن تكون صاحبة الدور الإقليمي المميز في الشرق الأوسط، خصوصا تحركاتها لإنهاء النزاعات والحرص على استقرار وإقرار السلام بالشرق الأوسط.