د. عبدالله الكعيد
أبداً لا يتوقف المشتغلون في مجال الثقافة الكتابة والآداب عن الحفر والتنقيب في أمهات الكتب والدوريات والمراجع سعيا وراء اشباع نهم معرفي لا ينتهي وفيما لو اصيبوا بالتخمة (وهذا لا يحدث في الغالب) فسينصرف أولئك الشغيلة لبيع البليلة والشاهي على ضفاف الطرق.
الأمريكي “أندرو شافر” مؤلف كتاب (كُتّاب مشردون، تاريخ فاضح لكُتّاب متمردين) يصف الكتابة بأنها حرب طاحنة ولم تكن في يوم تتويجا ملكيّا لمن أهدروا حياتهم خلفها وأن الكاتب مقاتل وضحية وهو القاتل والمٌشرّد وبائع الورد وتاجر الأسلحة ومُدمن الكحول.
السؤال:
هل تعتقدون يا معشر القرّاء بأن الكاتب سيركن للدعة والاسترخاء بعد أن يضع نقطة في آخر السطر؟
الجواب: كلاّ
فهو في الأول والأخير إنسان مثله مثل غيره لديه همومه ومشاغله ارتباطاته الاجتماعية ومسؤولياته هذا غير أمراضه وأوجاعه وفي أحسن الأحوال ممارسة هواياته غير فعل القراءة اليومي.
ورد العجب العُجاب في سيرة كُتّاب سبر أغوار حياتهم المؤلف “شافر” (سالف الذكر) كانوا أشبه بالأساطير بالنسبة لنا كقرّاء لا يشوبها شائبة ونماذج مثقفة كُنا نظن حينها باكتمال مثاليتهم وتقلّبهم في الرفاهية بسبب نجوميتهم ثم عرفنا بعد أن انكشف المستور في الكتاب إياه بأنهم تعاسة تأكل الطعام وتمشي في الأسواق.
سبق وأن قلت في إحدى المقالات بأن الكتابة فخ ولا زلت أؤمن بهذا سيّما وحال كاتب هذه السطور تنطبق عليه مقولة (صيّاد رحت أصطاد صادوني).