شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء تصعيدًا خطيرًا في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة، حيث تعرضت خيام النازحين في منطقة المواصي بجنوب القطاع لغارات جوية إسرائيلية مكثفة، أدت إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال.
تأتي هذه التطورات وسط تفاقم التوترات المستمرة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، ما يزيد من مأساة المدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر لهذا الصراع.
وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني في غزة أن الغارات الإسرائيلية استهدفت خيام النازحين في منطقة المواصي قرب خان يونس، وهي منطقة تم الإعلان عنها سابقًا كمنطقة إنسانية آمنة.
وتعج هذه المنطقة بالنازحين الذين فروا من أماكن أخرى في القطاع هربًا من القصف المستمر.
ووفقًا لسكان المنطقة والمسعفين، تم استهداف المنطقة بأربعة صواريخ على الأقل، مما تسبب في اشتعال النيران في أكثر من 20 خيمة، وترك خلفه حفرًا يصل عمقها إلى تسعة أمتار.
وقال الدكتور خليل دقران، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إن الاحتلال الإسرائيلي دمّر أكثر من 30 خيمة في مواصي خان يونس.
وأوضح أنه سقط العشرات من الضحايا والمصابين في مجزرة خان يونس، والكثير من المصابين يعانون من بتر في الأطراف، منوها إى أن مستشفيات قطاع غزة قد تخرج جميعها من الخدمة في وقت قريب، نظرًا للنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وفي بيان صادر عن “الدفاع المدني”، أكد مسؤول أن الطواقم ما زالت تعمل على انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض، واصفًا المشهد بأنه “مجزرة إسرائيلية جديدة”.
وذكر محمد المغير، المسؤول في “الدفاع المدني”، أن 40 شخصًا لقوا حتفهم وتم نقل 60 جريحًا إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج.
وشدد على أنّ عائلات كاملة اختفت بين الرمال جراء القصف، في واحدة من أبشع المجازر” منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مركز قيادة لحركة حماس في خان يونس، مشيرًا إلى أن العملية العسكرية كانت موجهة ضد “إرهابيين بارزين” يعملون داخل مجمع قيادة وسيطرة مموه في المنطقة الإنسانية.
وأضاف الجيش أن هؤلاء نفذوا عمليات ضد قواته وضد المواطنين الإسرائيليين، ومع ذلك، نفت حركة حماس هذه الادعاءات بشدة، مؤكدة عدم وجود أي مسلحين في المنطقة المستهدفة.
وفي بيان صادر عن الحركة، وصفت هذه الاتهامات بأنها “كذب مفضوح”، وأشارت إلى أن الهجوم كان جزءًا من “حرب إبادة” تستهدف الشعب الفلسطيني، تحت غطاء ودعم من الإدارة الأمريكية.
وتشير التقارير إلى أن الوضع الإنساني في قطاع غزة أصبح كارثيًا، حيث أجبر معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على النزوح المتكرر.
واضطر البعض إلى الفرار من منازلهم أكثر من 10 مرات في محاولة يائسة للحفاظ على حياتهم.
وفي منطقة المواصي، هرعت سيارات الإسعاف ذهابًا وإيابًا بين الموقع والمستشفيات القريبة، بينما ظل صوت الطائرات الإسرائيلية يُسمع في سماء المنطقة.