كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود تهديد صحي خطير يواجه أطفالنا، حيث أظهرت أن استخدام المنتجات اليومية للعناية الشخصية، مثل الشامبو والصابون وواقيات الشمس، يرتبط بارتفاع مستويات مادة كيميائية سامة تسمى “الفثالات” في أجسامهم.
هذه المادة، التي تستخدم على نطاق واسع في صناعة هذه المنتجات، تؤثر بشكل كبير على صحة الأطفال، وتزيد من خطر إصابتهم باضطرابات في النمو والتكاثر.
أكدت الدراسة أن الأطفال من الأقليات العرقية، مثل السود واللاتينيين، هم الأكثر عرضة لخطر التعرض لمستويات عالية من الفثالات، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها الاختلافات في العادات الاستهلاكية والقدرة على شراء منتجات عالية الجودة، بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية.
قال مايكل بلوم، الباحث في جامعة جورج ميسن الأمريكية ومؤلف الدراسة، إن نتائج البحث تثير القلق بشكل كبير. وأضاف بلوم: “تشير الدراسة إلى أن استخدام منتجات العناية بالبشرة على الأطفال يعتبر مصدرًا رئيسيًا للتعرض للفثالات السامة. ما يزيد من القلق هو أن هذه المنتجات تُستخدم بشكل متكرر وعلى مدار فترة زمنية طويلة.”
تعتبر الفثالات من المواد الكيميائية التي تعطل عمل الغدد الصماء، مما يؤثر على إنتاج الهرمونات في الجسم، ويرتبط التعرض لهذه المادة بزيادة خطر الإصابة بأمراض عديدة، مثل أمراض القلب، والسكري، وبعض أنواع السرطان. كما أنها تؤثر على نمو الجهاز التناسلي لدى الذكور والإناث.
أعرب الباحثون عن قلقهم البالغ من هذه النتائج، مشيرين إلى أن الاستخدام المتكرر والطويل الأمد لمنتجات العناية الشخصية يجعل الأطفال عرضة لجرعات عالية من الفثالات.
وأكدوا أن هذه المواد الكيميائية تشكل تهديداً خطيراً على صحة الأطفال، وتؤثر على نموهم وسلوكهم وقدرتهم على التعلم.
تضاف الفثالات إلى منتجات العناية الشخصية لزيادة مرونتها وحفظ رائحتها. ولكن، نظرًا لأن جلد الأطفال حساس ورقيق، فإنهم يمتصون هذه المواد بسهولة أكبر من البالغين، كما أن أنظمة أجسامهم لم تتطور بالكامل بعد للتعامل مع هذه المواد السامة.