الوئام – خاص
العلامة الوطنية هي الصورة الذهنية التي تتشكل عن دولة ما في أذهان الأفراد والمؤسسات على المستوى الدولي، وتعكس الهوية والقيم والتراث والثقافة والاقتصاد والسياسة وتلعب دوراً حاسماً في رفع مستوى النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات والسياح وتعزيز العلاقات الدولية.
وتعكس العلامة الوطنية القوة الناعمة للدولة، ومدى قدرتها على التأثير على الآخرين من خلال الجاذبية الثقافية، والقيم، والدبلوماسية الناعمة، بدلاً من استخدام القوة العسكرية المباشرة.
العوامل المؤثرة في القوة الناعمة للدولة
وبحسب مؤشر براند فاينانس، إن هناك 4 عوامل رئيسية يتم من خلالها قياس القوة الناعمة للدولة وتشمل ما يلي:
1. الشهرة:
وهي تقيس درجة شيوع العلامات التجارية للدولة والتي من خلالها يعرفها الناس، وبتطبيق هذا المقياس نجد أن المملكة لديها العديد من العلامات التجارية الشهيرة والمعروفة على مستوى العالم مثل:
• شركة أرامكو عملاق الطاقة الأكبر على مستوى العالم والتي تجاوزت قيمتها شركة آبل الأمريكية وتجاوزت قيمتها السوقية أكثر من 6.7 تريليون ريال.
• صندوق الاستثمارات العامة: والذي يعد أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم حيث بلغ إجمالي الأصول التي يديرها الصندوق3.47 تريليون ريال، ارتفاعا من 2.87 تريليون ريال بنهاية عام 2023.
2. التأثير:
ويقصد به درجة النفوذ الذي تتمتع به الدولة بين دول العالم وكذلك على المسرح العالمي، وهذا التأثير بالنسبة للملكة وصل إلى أعلى مستوياته خلال السنوات القليلة الماضية من خلال العديد من المؤشرات منها ما يلي:
• على المستوى الاقتصادي باتت المملكة لاعبًا دوليًا من خلال قدرتها على ضمان استقرار أسواق النفط والطاقة، وتأمين إمدادات الطاقة العالمية، كما عملت على تنظيم إنتاج النفط من خلال قيادة تحالف أوبك بلس.
• أما على المستوى السياسي فالسعودية لها دور كبير في تعزيز السلم والأمن الدوليين من خلال دعم الجهود الدولية لحل النزاعات والقضايا في المنطقة والعالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيث تقود المملكة التحالف العربي الإسلامي لدعم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
• على المستوى البيئي تلعب السعودية دورًا مهما في مجال حماية البيئة ومواجهة آثار التغيرات المناخية على مستوى العالم والمساهمة في الحد من الانبعاثات الكربونية من خلال الاعتماد على مزيج الطاقة النظيفة والاقتصاد الدائري للكربون عبر مبادرات عديدة منها مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
3. السمعة:
ويقيس هذا المؤشر درجة تمتع البلد باطلاع ذهني قوي وإيجابي على مستوى العالم، حيث تحظى السعودية بسمعة طيبة على كافة المستويات.
• تحظى السعودية بمكانة غالية في قلوب شعوب كل الدول العربية والإسلامية نظرًا لوجود الحرمين الشريفين في مكة والمدينة وهما مقصد المعتمرين والحجاج من كل أنحاء العالم، حيث نجحت المملكة في تعزيز تجربة الزوار وتحويل رحلة الحج والعمرة إلى تجربة زاخرة بالمعاني والقيم.
• نجحت المملكة في استضافة العديد من الفعاليات الرياضية الهامة خلال السنوات الأخيرة، كما يعد الملف السعودي لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034 إحدى العلامات المهمة في تعزيز العلامة الوطنية السعودية وتعزيز سمعة المملكة كقوة ناعمة صاعدة على مستوى العالم.
• كما يعد تنظيم السعودية لمعرض إكسبو 2030 في الرياض فرصة واعدة تعزز من مكانة السعودية على المستوى العالمي حيث من المتوقع أن يجذب المعرض ملايين الزوار ورجال الأعمال والمستثمرين من كافة أنحاء العالم.
• كذلك نجحت صناعة الترفيه في السعودية في تعزيز سمعة المملكة الإيجابية والتركيز على جوانب مهمة من الحياة الاجتماعية والثقافية وإظهار كرم الضيافة الذي يحظى به الزوار.
• حققت السياحة السعودية قفزات متتالية وتجاوزت المستهدفات حيث حققت السعودية تعافيًا بنسبة 156% في أعداد السياح الوافدين خلال العام 2023، مقارنةً بالعام 2019، فيما تجاوز إنفاقهم 135 مليار ريال وهو الرقم الأعلى في تاريخ إنفاق الزوار الأجانب خلال عام واحد، كما تصدرت السعودية قائمة الأمم المتحدة بحسب مؤشر نمو الزوار الأجانب.
4. التصّورات:
وهي تقيس مستوى الإدراك من خلال مؤشرات فرعية أخرى مثل الأعمال والتجارة، الحوكمة، العلاقات الخارجية، الثقافة والتراث، الإعلام والاتصال، التعليم والعلوم، الناس والقيم، المستقبل المستدام.
مؤشر القوة الناعمة السعودية
وقد نجحت السعودية خلال السنوات الأخيرة في تحقيق قفزات متتالية في مؤشر القوة الناعمة الصادر عن مؤسسة براند فاينانس، حيث تقدمت بمقدار 14.1 نقطة لتصل إلى المرتبة 18 عالميًا في 2024 مقارنة مع المرتبة الـ18 في العام السابق، وسجلت أكبر التحسينات خلال السنوات الخمس الماضية، فيما وصلت قيمة العلامة التجارية للسعودية أكثر من 940 مليون دولار.