في حرب أكتوبر عام 1973 والتي تمر الذكرى 51 لها اليوم، لعبت السعودية دورًا كبيرًا في دعم مصر وسوريا ضد إسرائيل، وكانت مساعدات السعودية متعددة الجوانب، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية والعسكرية، مما ساهم بشكل مباشر في تحسين ظروف الحرب وتعزيز المجهود الحربي العربي، وتمكن الجيش المصري من هز إسرائيل في 6 ساعات فقط.
الدعم المالي والاقتصادي
قدمت السعودية مساعدات مالية ضخمة لمصر وسوريا لتمكينهما من تمويل الحرب، وقرر الملك فيصل بن عبدالعزيز تقديم هذه المساعدات كجزء من التزام المملكة بمساندة القضايا العربية.
التأثير على أسعار النفط
أحد أهم التحركات الاستراتيجية التي اتخذتها السعودية في تلك الفترة هو قطع النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل، وبناءً على طلب مصر ودول أخرى، قادت المملكة تحركًا داخل منظمة أوبك لرفع أسعار النفط العالمية وتقليص الإنتاج.
وتسبب الضغط النفطي في إعادة تشكيل موازين القوى الدولية، وساهم بشكل غير مباشر في دعم مصر وسوريا ماديًا وسياسيًا، كما ساهم رفع الروح المعنوية للمقاتلين المصريين والسوريين وتحفيز الشعوب العربية كان له دور كبير في نجاح العمليات العسكرية.
في 17 أكتوبر 1973، قررت السعودية ودول أخرى في الخليج حظر تصدير النفط إلى الدول الداعمة لإسرائيل، مثل الولايات المتحدة وهولندا، وهو ما أثر على الاقتصاد العالمي ودفع القوى الدولية لإعادة النظر في سياساتها تجاه الشرق الأوسط.
الدعم العسكري
على الرغم من أن القوات السعودية لم تشارك بشكل كبير في العمليات القتالية على الجبهة المصرية، إلا أن المملكة ساهمت بوحدات عسكرية تم نشرها على الجبهة السورية، وكان لها دور في تخفيف الضغط على الجبهتين.
الطائرات والدعم اللوجستي
المملكة دعمت الجهود العسكرية عن طريق توفير طائرات حربية ومعدات لوجستية. تم تقديم دعم في مجال النقل الجوي والإمدادات العسكرية، وهو ما ساعد مصر وسوريا في تغطية احتياجاتهما خلال المعركة.
الدعم السياسي والدبلوماسي
كان للملك فيصل دورٌ دبلوماسي كبير في توحيد الصف العربي وفي إقناع العديد من الدول بالتوقف عن دعم إسرائيل. كما عمل الملك فيصل على توسيع الدعم الدولي للقضية العربية في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.
تأثير السعودية على القرار الدولي
حظر النفط كان له تأثير كبير على السياسة الخارجية للدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة، ما أدى إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار لاحقًا.
الدعم النفسي والمعنوي
كان للمملكة العربية السعودية دورٌ كبير في رفع معنويات الشعبين المصري والسوري من خلال التصريحات القوية من قبل الملك فيصل، الذي أكد على دعم المملكة للقضية العربية ورفضها للاحتلال الإسرائيلي.
عملت السعودية جنبًا إلى جنب مع دول عربية أخرى مثل الكويت والإمارات في توحيد الصفوف وتعزيز الدعم المقدم لمصر وسوريا. وقد كان لهذا التنسيق دور كبير في تقوية الجبهة العربية المشتركة.