قلبت دراسة علمية حديثة مفاهيمنا عن عوامل إطالة العمر رأساً على عقب، فبينما كان الاعتقاد السائد أن اتباع نظام غذائي صحي وتقليل السعرات الحرارية هما السبيل الأمثل للعيش لفترة أطول، كشفت دراسة جديدة أن الجينات تلعب دوراً أكبر بكثير في تحديد طول العمر.
وأكدت الدراسة التي أُجريت على مجموعة كبيرة من الفئران، أن الفروق الجينية بين الأفراد هي العامل الأهم الذي يحدد قدرتهم على العيش لفترة أطول، فالفئران التي تمتلك جينات قوية ومرنة كانت أكثر قدرة على مقاومة التحديات الصحية والعيش لسنوات أطول، حتى مع اتباع أنظمة غذائية مختلفة، وفقًا لصحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية.
وعلى عكس التوقعات، وجدت الدراسة أن الفئران التي فقدت الكثير من وزنها نتيجة لتقليل السعرات الحرارية كانت أكثر عرضة للإصابة بالأمراض وضعف المناعة، مما أدى إلى تقصير عمرها. وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تشير إلى أن التركيز المفرط على فقدان الوزن قد يكون مضراً بالصحة على المدى الطويل.
وقال الدكتور غاري تشرشل، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، إن “هذه النتائج تؤكد أهمية الجينات في تحديد طول العمر، وأن قوة ومرونة الجسم هي العامل الحاسم، وليس مجرد الوزن”.
وأضاف: “إننا لا نقلل من أهمية النظام الغذائي الصحي، ولكننا نؤكد على ضرورة تحقيق التوازن بين الجينات والبيئة لتحقيق أقصى استفادة”.
هذه النتائج تفتح آفاقاً جديدة في مجال أبحاث الشيخوخة، وتشير إلى أن الجينات قد تكون الهدف الرئيسي لتطوير علاجات جديدة لمكافحة الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر.
ومع ذلك، يحذر الباحثون من التسرع في استخلاص النتائج، مؤكدين أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج على البشر.