كشفت دراسة طبية حديثة عن صلة وثيقة بين الإصابة بفيروس كورونا وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى الأطفال والمراهقين.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال المصابون بكوفيد-19 كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكري بنسبة 50% مقارنة بأقرانهم الذين أصيبوا بأمراض تنفسية أخرى.
استندت هذه الدراسة إلى تحليل سجلات صحية لأكثر من 60 ألف طفل ومراهق، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة أصيبت بفيروس كورونا وأخرى أصيبت بأمراض تنفسية أخرى، وبعد متابعة هذه المجموعتين لمدة ستة أشهر، تبين أن خطر الإصابة بالسكري كان أعلى بكثير في المجموعة الأولى، وفق صحيفة “نيويورك بوست”.
أشارت الدراسة أيضاً إلى أن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكري بعد الإصابة بكوفيد-19، وهذا يشير إلى أن السمنة قد تكون عاملاً مساعداً يزيد من خطر الإصابة بالسكري في هذه الفئة العمرية.
يرى الخبراء أن الإغلاقات التي فرضت للحد من انتشار الجائحة قد ساهمت في زيادة خطر الإصابة بالسكري، وذلك بسبب انخفاض مستوى النشاط البدني وتغيير أنماط الحياة لدى الأطفال والشباب، ومع ذلك، لم تتطرق الدراسة بشكل مباشر إلى تأثير اللقاحات المضادة لكوفيد-19 على هذا الارتباط.
على الرغم من نتائج هذه الدراسة، إلا أن العلماء يؤكدون على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه الصلة وتحديد الآليات البيولوجية التي تربط بين الإصابة بكوفيد-19 وزيادة خطر الإصابة بالسكري.
تدعو الدراسة إلى ضرورة إجراء فحوصات منتظمة لسكر الدم للأطفال والمراهقين الذين أصيبوا بكوفيد-19، خاصة أولئك الذين يعانون من السمنة، كما تؤكد على أهمية تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي للحفاظ على صحتهم.