اتفقت الدول الثماني الأعضاء في “أوبك+”، وهي المملكة العربية السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وعمان، على تمديد التخفيضات الطوعية الإضافية لإنتاج النفط، التي تبلغ 2.2 مليون برميل يوميًا، لشهر آخر حتى نهاية العام الجاري.
جاء ذلك في بيان رسمي صدر عن التحالف النفطي يوم الأحد. وهو أمر يشير إلى استمرار ضعف الطلب العالمي، والذي دفع الدول الأعضاء في سبتمبر الماضي إلى تمديد التخفيضات لمدة شهرين حتى نهاية نوفمبر، ثم إلى نهاية ديسمبر من العام الجاري، وفق ما يشير إليه الخبراء.
في أكتوبر، خفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 100 ألف برميل يوميًا، وصولًا إلى مقدار 1.9 مليون برميل يوميًا. وقد أرجع الخبراء هذا التراجع إلى الظروف الاقتصادية في الولايات المتحدة والصين، اللتين تعدان من أكبر أسواق النفط.
وعلى الرغم من ارتفاع إنتاج “أوبك” في أكتوبر إلى 29.9 مليون برميل يوميًا مع استعادة ليبيا لإنتاجها، إلا أن تخفيضات الإنتاج من العراق والسعودية وإيران حدت من المكاسب. وقد ارتفعت أسعار النفط في نهاية الأسبوع، حيث تشير التقارير إلى احتمال تصعيد التوترات في الشرق الأوسط.
ظروف السوق تحكم
يرى خبراء النفط أن قرار “أوبك+” بتأجيل زيادة الإنتاج في ديسمبر يعكس استمرار الضغوط على الأسعار.
يقول هاري تشيلينجوريان، رئيس أبحاث النفط في أونيكس كوموديتيز، الذي تنقل عنه وكالة “بلومبرج“: “لقد انتصرت ظروف السوق”، مشيرًا إلى أن “أوبك+ لا تستطيع تجاهل الحقائق الاقتصادية الكلية الحالية التي تركز على الصين وأوروبا، والتي تشير إلى ضعف نمو الطلب، على حد قوله، بينما يستهدف هذا التأخير الإضافي الذي لجأت إليه أوبك إلى تقليل تأثير السوق.
ومع ذلك، ستواصل الأسواق العالمية مواجهة فائض في المعروض العام المقبل، حتى لو امتنعت “أوبك+” عن زيادة الإمدادات، وفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية في باريس.
اقرأ أيضًا: السعودية و7 دول تمدد تعديلات الإنتاج بـ2.2 مليون برميل يوميا حتى نهاية ديسمبر 2024
وقد توقعت كل من “سيتي غروب” و”جي بي مورغان تشيس” أن تتراجع الأسعار إلى مستويات 60 دولارًا في عام 2025.
ويصف جيوفاني ستاونوفو، محلل في مجموعة UBS في زيوريخ، خطوة “أوبك+” بأنها “إيجابية بشكل معتدل”. ولكن يبقى أن “التأثير الأكثر أهمية للتخفيض الأخير معنويًا أكثر مما هو على مستوى الأرقام”؛ وفق أميترا سين، مديرة الأبحاث في شركة Energy Aspects Ltd، والتي توضح أنه بينما كان السوق ينظر بشكل خاطئ إلى “أوبك+” على أنها ترغب في إغراق السوق لاستعادة حصتها، أثبت الواقع أن التركيز الأساسي الآن هو الحفاظ على مستويات مخزونات النفط تحت السيطرة.
ففي يونيو، حددت منظمة الدول المصدرة للنفط وشركاؤها خارطة طريق لاستعادة 2.2 مليون برميل يوميًا من الإنتاج المتوقف على مدار العامين الماضيين، بشكل تدريجي.
ومع ذلك، أعاقت الأسس المتدهورة خططهم، حيث شهد الطلب في الصين تقلصًا لمدة أربعة أشهر، وزادت الإمدادات في الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغويانا. وارتفع إنتاج النفط الأمريكي إلى مستوى قياسي شهري جديد بلغ 13.4 مليون برميل يوميًا في أغسطس.
تخفيض الإنتاج منطقي وصائب
يقول خورخي ليون، نائب الرئيس الأول في شركة Rystad Energy AS: “في ظل كل التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وربما الأهم من ذلك، الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، من المنطقي تمامًا أن تؤجل أوبك+ إنهاء التخفيضات الطوعية لمدة شهر إضافي”.
وتواجه “أوبك+” صعوبة في إقناع بعض الأعضاء – وخاصة روسيا والعراق وكازاخستان – بتنفيذ حصص التخفيضات المتفق عليها. وقد وعدت الدول الثلاث بالامتثال بشكل أفضل وإجراء تخفيضات إضافية لتعويض الإنتاج الزائد، لكنها عمومًا كانت تضخ بكميات تتجاوز حصصها، وفق “بلومبرج”.
ومن المقرر أن يجتمع تحالف الدول الـ23 في 1 ديسمبر لمراجعة السياسة الخاصة بعام 2025. وفي ظل هذه الأوضاع، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق النفط العالمية.