شهدت مدينة بعلبك الشرقية في لبنان نزوحًا جماعيًا لأكثر من 70% من سكانها خلال الأيام القليلة الماضية، نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر وأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، وفقًا لتقرير الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وتشير التقارير إلى أن القصف الإسرائيلي استهدف المدينة ومحيطها، بما في ذلك المناطق القريبة من قلعة بعلبك التاريخية وآثارها، فضلاً عن استهداف المستشفيات والمدارس والمعاهد، إلى جانب المنشآت السياحية.
وفي خطوة جديدة، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان محافظة بعلبك، محذرًا من أن ضربات جوية ستطال المنطقة بسبب “وجود مصالح تابعة لحزب الله”.
كما حث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي سكان بعلبك وقرية دورس (جنوب غرب) على الابتعاد عن المنشآت المرتبطة بحزب الله، مشددًا على ضرورة إخلاء المباني المستهدفة والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر.
تأتي هذه التصعيدات في سياق تكثيف إسرائيل لهجماتها على مختلف المناطق اللبنانية خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تؤكد إسرائيل أن أهدافها الرئيسية هي مواقع حزب الله.
وفي تقريرها، أكدت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في لبنان قد تفاقم إلى مستويات تفوق ما كان عليه خلال الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله قبل 18 عامًا.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الوضع قد وصل إلى مستويات خطيرة تتجاوز أزمة حرب عام 2006، محذرًا من أن الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الرعاية الصحية، قد تفاقمت بشكل كبير، حيث تعاني العديد من المستشفيات من اكتظاظ شديد وتطلب تبرعات بالدم بشكل عاجل لمواجهة تدفق الضحايا.
وتثير هذه الأحداث المخاوف من أن تتعرض قلعة بعلبك، أحد المعالم التاريخية الأبرز في لبنان، لمصير مشابه لمصير سوق النبطية التاريخي الذي تعرض للتدمير.