جي دي فانس، الكاتب والسياسي الأمريكي المعروف، يشكل اليوم نقطة تحول في السياسة الأمريكية بعدما أصبح نائبًت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولد جيمس ديفيد فانس في مدينة ميدلتون بولاية أوهايو، ونشأ في بيئة فقيرة، حيث كان يعاني من صعوبات اجتماعية واقتصادية بسبب إدمان والدته، مما اضطره للعيش تحت رعاية أجداده.
النشأة والتجربة الشخصية
قضى فانس، سنوات حياته الأولى في بيئة قاسية بولاية أوهايو، ينتقل من الكتابة عن مآسي المجتمعات الريفية إلى منصب سياسي قد يغير مسار الحزب الجمهوري نحو “المحافظة القومية” وتعزيز الخطاب الشعبوي.
اقرأ أيضًا: ماذا تُعني سيطرة “الجمهوري” على مجلس الشيوخ لترامب؟
درس في مدرسة ميدلتاون الثانوية عام 2003 وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والفلسفة من جامعة ولاية أوهايو عام 2009، ثم نال في 2013، درجة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة ييل.
خلال الفترة من 2003 حتى 2007، عمل فانس، في قوات مشاة البحرية الأمريكية وخدم في عملية حرية العراق.
اكتسب فانس، وهو مواطن من ولاية أوهايو، اهتماماً شعبياً بعد إصدار مذكراته الأكثر مبيعاً “هيلبيلي إليجي”، والتي تحكي عن نشأته في الطبقة العاملة وكيف أثرت على سياسته ونظرته للعالم.
وسرد تجربة الشخصية في كتابه “مرثية جبلي” (Hillbilly Elegy)، الذي انتقد فيه الثقافة الريفية المتدهورة في أمريكا. الكتاب لاقى رواجًا كبيرًا، حيث كشف عن وجه آخر لأمريكا غير المألوف للعامة، ومع شهرة الكتاب اكتسب فانس اهتماماً شعبياً.
التحول السياسي
لم يكن فانس دائمًا من مؤيدي ترامب، في الواقع، انتقده بشدة أثناء الانتخابات الرئاسية لعام 2016 ووصفه بأنه “تهديد للديمقراطية” و”هتلر أمريكا”، وقبل شهر واحد من الانتخابات الأمريكية وصف فانس ترامب بـ”البغيض” وعرف نفسه بأنه “شخص ضد ترامب بشكل دائم”.
اقرأ أيضًا: الطريق إلى البيت الأبيض.. محطات في تنصيب رئيس أمريكا
تغير موقف فانس جذريًا بعد تولي ترامب الرئاسة، وأصبح من أبرز داعميه، محاكيًا سياساته القومية ورافعًا لواء الشعبوية المحافظة، حيث قال عن ترامب: “هو واحد من القادة السياسيين القلائل في أمريكا الذين يدركون الإحباط الموجود في أجزاء كبيرة من أوهايو، بنسلفانيا، شرق كنتاكي”.
وفي عام 2021، اعتذر فانس عن وصف ترامب بـ”البغيض” وحذف منشوراته من موقع “تويتر” التي هاجم فيها ترامب خلال عام 2016.
السياسات والمواقف المثيرة للجدل
ينتهج فانس مواقف محافظة صارمة، حيث يعارض بشدة حقوق الإجهاض وزواج المثليين، ويصف نفسه “بالمعارض للرؤية الليبرالية التقليدية”، ويدعو إلى الحد من الإنفاق على المساعدات الخارجية، مع تركيز خاص على تقليل الدعم العسكري لأوكرانيا.
ويؤمن فانس بأن الولايات المتحدة يجب أن تهتم بمشاكلها الداخلية قبل التورط في نزاعات خارجية، وانتقد بشدة ما يسميه “ثقافة التبعية”، ويعزو تدهور المجتمع إلى ضعف القيم التقليدية، وهو توجه يجد صدى كبيرًا لدى أنصار ترامب.
اقرأ أيضًا: نائب ترامب: شهدنا أعظم عودة سياسية في تاريخ أمريكا
نائب الرئيس الجديد، يؤمن بضرورة تعزيز الهوية الوطنية وإعادة تعريف دور أمريكا على الساحة الدولية، يرى البعض أن هذه الرؤية قد تكون مصدر انقسام داخلي، في حين يعتبرها آخرون فرصة لتجديد الحزب الجمهوري.
ورغم أنه من دعاة سياسة “أمريكا أولا”، لكنه مؤيد قوي لإسرائيل وفي أكثر من مناسبة أكد على دعمه لإسرائيل وضرورة إنهاء الحرب في غزة بسرعة، منتقدًا الرئيس الأمريكي جو بايدن لتأخيره شحن الأسلحة إلى إسرائيل، التي تحتاجها لإنهاء الحرب.
وبعد فوز ترامب في الانتخابات التي جرت أمس الثلاثاء، صرح فانس قائلاً: “إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب حقق أعظم عودة للسلطة في تاريخ البلاد، وسنقود أعظم انتعاشة اقتصادية في تاريخ الولايات المتحدة”.