على مدى أكثر من عام، خاضت الدبلوماسية السعودية حروبًا شرسة، من أجل توسيع الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية المستقلة، ووضع حل الدولتين موضع التنفيذ، ووقف العدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
فمنذ أحداث السابع من أكتوبر 2023، تحرّكت السعودية بسرعة وكفاءة في كل الاتجاهات، ودعت إلى عقد قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية، في نوفمبر الماضي، لمواجهة التداعيات الخطيرة للممارسات الإسرائيلية، وقادت اللجنة المنبثقة عن تلك القمة، وعقدت العديد من اللقاءات مع قادة وزعماء العالم، ونجحت في بلورة موقف دولي داعم لحقوق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتجلى هذا النجاح في العديد من القرارات الأممية، والتي تؤكد أهليّة فلسطين للعضوية الكاملة بالأمم المتحدة.
وأكدت السعودية أكثر من مرة، وعلى أعلى المستويات، أنها لن تدخل في أي اتفاقٍ من أي نوعٍ مع إسرائيل، دون التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية، يحقق طموحات وأحلام أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق في دولته المستقلة.
كما أطلقت السعودية التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، لتنسيق الجهود العالمية من أجل إنهاء الحرب التي تشنّها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وإحلال السلام في المنطقة من خلال تنفيذ المبادرة العربية للسلام التي تقوم على مبدأ حل الدولتين.
وتأتي استضافة السعودية للقمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض، غدًا الإثنين، تأكيدًا على الالتزام السعودي بدعم الشعب الفلسطيني، وهو التزام تاريخي، ونهج سعودي أصيل، لن تحيد عنه المملكة، ويؤكد حجم الاهتمام الذي توليه المملكة للقضية الفلسطينية، في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة وتداعياتها على السلم والأمن الدوليين.