الدكتور عيسى محمد العميري كاتب كويتي
يثبت الزمن والأحداث اليومية في الأراضي المحتلة، وآخرها أحداث غزة ولبنان، كان الله في عونهما، أن لا حل لقضية الشرق الأوسط إلا بحل الدولتين واعتراف الطرفين بحق كل منهما في العيش بسلام. وذلك وفق مبدأ وقاعدة حل الدولتين التي أُجمع عليها في القمة العربية عام 2002، والتي تعد الحل السحري لمشكلة الشرق الأوسط التي لطالما عانت منها هذه المنطقة وأثرت عليها سلبًا لعقود، مما تسبب في الكثير من السلبيات والتراجعات نتيجة لسياسات بعض الدول وسياسة الكيان الصهيوني.
وفي خضم كل تلك الإرهاصات التي تتحكم بهذه المنطقة، والتي تستيقظ بين فترة وأخرى وتمتد لسنوات، تأتي لتضيف مآسي ومجازر جديدة في حق الشعوب العربية، الفلسطينية واللبنانية تحديدًا، جراء العدوان الصهيوني عليهما، دون اعتبار لأي قانون دولي أو إنساني.
كما يأتي العمل العربي المشترك بقوة تجاه هذه القضية التي لطالما أرقته على مدى عقود ماضية وأجيال سابقة أفاقت وغادرت الحياة وهي كما هي.
وقد جاءت التجمعات العربية بهدف مساندة فلسطين والشعوب العربية الأخرى المقهورة على شكل قمم على أعلى المستويات لرؤساء الدول الذين لم يألوا جهدًا، كل حسب استطاعته. ولكن القضية كبيرة ومعقدة.
وفي هذا الصدد، من أهم الدعوات للقمة العربية الدعوة التي تمت للقمة العربية الإسلامية المقررة في 11 من الشهر الجاري، على أمل أن تكون بإذن الله فاتحة خير للقضية. تلك الدعوة التي دعت إليها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وتحت رعاية صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان.
وتتجه أنظار العالم لهذا الحدث، ونسأل الله أن يسدد على الخير خطاهم، هم وأشقاؤهم من ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية لوقف نزيف الدم في لبنان والعمل على إيجاد الحل للدولتين الذي اتُفق عليه في القمة العربية عام 2002 وتوافقت عليه الدول. وهو المبدأ الوحيد لحل الدولتين: الأرض مقابل السلام.
ومن ناحية أخرى، تثبت هذه الدعوة البالغة الأهمية من المملكة اهتمام خادم الحرمين الشريفين بحل مشكلات الأمة العربية والإسلامية بما يليق بها من سلام وأمان، وتعطي انطباعًا طيبًا عن إحساس عالٍ بالمسؤولية الكبيرة تجاه إخوتنا في أرض فلسطين الحبيبة.
تمنياتنا القلبية الصادقة بالتوفيق لأعمال هذه القمة المرتقبة التي ينتظرها الكثيرون، وأن تحقق السلام والأمن المرجوين، وأن يرسل الله الفرج لهذه الأزمة على يد الأمير محمد بن سلمان بفضل حنكته ورغبته الصادقة في الحل والتخفيف من المآسي التي يواجهها الشعب الفلسطيني الشقيق. والله ولي التوفيق.