تتجه أنظار العالم اليوم، إلى الرياض، إذ تنعقد القمة العربية الإسلامية المشتركة، التي دعت إليها المملكة، من أجل توحيد المواقف العربية والإسلامية، تجاه العدوان الإسرائيلي على الأراضي العربية في فلسطين ولبنان، وتداعيات ذلك على الأمن والسلم الدوليين.
وهذه القمة تأتي في وقت شديد الحساسية والخطورة، بعدما كشفت إسرائيل عن وجهها القبيح، وتمادت في استباحة الأراضي العربية، وأسالت دماء المدنيين الأبرياء في فلسطين ولبنان، دونما وازع من قانون إنساني أو أي إجماع دولي، ضاربةً عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الأممية التي تنص على حماية المدنيين في أوقات الحروب والصراعات.
تكتسب قمة الرياض أهميتها من أهمية التوقيت الذي دعت فيه السعودية الدول العربية والإسلامية، إلى اللقاء بعد عام كامل من انعقاد القمة العربية الإسلامية غير العادية التي عقدت في الرياض في نوفمبر 2023، وتمخضت عن العديد من القرارات والتوصيات، وكان من أبرزها تشكيل لجنة مشتركة برئاسة السعودية، مهمتها الأساسية بلورة موقف دولي واضح ضد العدوان الإسرائيلي على غزة.
وخلال العام الماضي، نجحت هذه اللجنة في رفع عدد الدول التي تؤيّد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وحشدت التأييد الدولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي صوّتت بالأغلبية لصالح الدولة الفلسطينية المستقلة.
وتأتي قمة الرياض 2024 للبناء على ما تم التوصّل إليه في القمة السابقة، مع الأخذ في الاعتبار المتغيرات الدولية التي تشهدها المنطقة، خاصة مع انتقال جبهة القتال إلى لبنان واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهذا بدوره له بالغ الأثر على عمليّة التنمية والاستقرار في المنطقة، فضلا عما يشكّله من تهديد للسلم والأمن الدوليين.