الوئام- خاص
يتزايد الصراع في ليبيا بين روسيا والغرب، وشهدت الأسابيع الأخيرة تطورا ملحوظا بعمل موسكو على زيادة وجودها العسكري في ليبيا بشكل كبير، وهي خطوة استراتيجية تسلّط الضوء على طموحاتها في أفريقيا.
وكشفت صور الأقمار الصناعية، التي حللتها صحيفة “تليجراف” البريطانية، عن تطورات في 3 قواعد جوية ليبية رئيسية، بما في ذلك مدارج حديثة ومحيطات محصنة ومرافق جديدة.
وتعزز هذه التطورات الوجود الروسي في ليبيا وفي منطقة البحر المتوسط التي تسعى موسكو للوجود فيها بقوة.
علاقات قديمة
وفي السياق، يقول رمضان شليق، المحلل السياسي الليبي، الخبير في الشؤون الأفريقية، إن ليبيا وقّعت اتفاقيات عسكرية مع الاتحاد السوفيتي منذ سبعينيات القرن الماضي، تتعلق بتدريب كوادر القوات المسلحة العربية الليبية وتسليحها، كما جلبت ليبيا العديد من الخبراء العسكريين الروس إلى ليبيا ووُجِدوا في العديد من القواعد العسكرية الليبية لتدريب الجيش الليبي، بموجب تلك الاتفاقيات.
ويرى رمضان شليق، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن العلاقة بين روسيا وليبيا علاقة قديمة وليست جديدة، أما فيما يتعلق بتطور العلاقات الروسية، خاصة في دول غرب أفريقيا خلال العامين الماضيين، فجاء بناءً على مراجعة من القيادة الروسية لتطوير علاقاتها في أفريقيا، نظرا لتقلص أو انعدام الوجود الفرنسي في تلك الدول.
التحرر من الاستعمار
المحلل السياسي الليبي يؤكد أن دول غرب أفريقيا شهدت سيطرة جيوشها على نظام الحكم فيها؛ وهو ما يعرف بالصحوة الوطنية لشعوبها ضد النفوذ الفرنسي، الأمر الذي أعطى الفرصة المناسبة لروسيا بإعادة علاقاتها في تلك الدول.
وعن مدى تمسّك روسيا بوجودها في ليبيا، يتابع شليق أن روسيا اليوم لن تفرّط في وجودها في ليبيا، وتعتبرها نقطة مهمة وبوابة وقاعدة تنطلق منها إلى العمق الأفريقي، وربما يتم التنازل عن الوجود الروسي في دول أخرى لصالح الغرب، مقابل استمرارها وتقوية وجودها في ليبيا، كما أن الدول الأفريقية التي طردت القوات الفرنسية منها، تعمل على تطوير علاقتها وتعاونها مع روسيا كبديل لها، للتدريب وتوفير الأسلحة لجيوشها.
ويختتم الخبير في الشؤون الأفريقية حديثه مشيرا إلى أن “الشعوب الأفريقية تقبل الوجود الروسي الذي يعتبر أفضل من الوجود الفرنسي الذي ينهب سنويا أكثر من 700 مليار يورو من القارة الأفريقية”.