الوئام- خاص
تتصاعد وتيرة المعارك في سوريا، إذ شهدت مدينة حلب تطورات مفاجئة، مع سيطرة فصائل المعارضة المسلحة عليها بعد هجوم واسع النطاق، كما اندلعت اشتباكات عنيفة في ريف حماة، وسط تقدم كبير لـ”هيئة تحرير الشام” وفصائل أخرى، رغم القصف الجوي المكثف من القوات السورية والروسية.
وأعلنت “هيئة تحرير الشام” عن سيطرتها على بلدات طيبة الإمام وحلفايا ومعردس، مما يزيد تعقيد المشهد الميداني والسياسي.
أطراف إقليمية خلف التصعيد
وفي حديث خاص لـ”الوئام”، تقول الكاتبة والصحفية الكردية السورية، لامار أركندي، إنّ الهجوم على حلب يحمل بصمات أطراف إقليمية ودولية، تسعى لتحقيق أجندات محددة، مشيرة إلى أن المخابرات الأوكرانية زودت فصائل مسلحة في سوريا بمسيرات عبر تركيا، لاستهداف القواعد الروسية، في خطوة تعكس تداخل الملف السوري مع الصراع الأوكراني – الروسي.
أجندات إسرائيلية وأهداف اقتصادية
وترى أركندي أن إسرائيل والولايات المتحدة تعملان على استغلال الفوضى في سوريا، لإنهاء الوجود الإيراني في مدينة حلب؛ من خلال قيام تركيا تحريك “جبهة النصرة” لضرب هذا التواجد وإضعافه، في وقت تنشغل فيه روسيا بالصراع الأوكراني.
وتؤكد أركندي وجود مشروعات اقتصادية كبرى تقف وراء التصعيد، منها خط الغاز الطبيعي الذي تأجل تنفيذه بسبب الأزمات الإقليمية، كما توجد استعدادات جارية لتهيئة مناطق في سوريا؛ مثل إدلب، حلب، حماة، ودمشق، لاستقبال استثمارات تتعلق بخطوط الطاقة والنفط والغاز.
ارتباط الأوضاع السورية بملفات إقليمية
وتتابع الصحفية السورية أن الأحداث في سوريا لا يمكن فصلها عن التطورات في لبنان وفلسطين، قائلة: “ما يحدث في سوريا يأتي ضمن سلسلة حلقات مترابطة، تبدأ بتسوية الملف اللبناني عبر اتفاقات مع حزب الله، مرورا باغتيال يحيى السنوار، وصولا إلى تحريك الرأي العام العربي نحو حلب، لتغطية ملفات أخرى في المنطقة”.
قراءة للمشهد القادم
تخلُص أركندي إلى أن سوريا تشهد حاليا مرحلة إعادة تشكيل الخرائط السياسية والاقتصادية، ما يعكس استمرار استخدام الأرض السورية كساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، مشددة على أن “الحل النهائي لا يزال بعيدا، في ظل تعقيد الأجندات وتشابك المصالح”.