الوئام- خاص
تتواصل الوساطات الإقليمية والدولية لدفع عجلة المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، بهدف التوصل لهدنة تنهي حرب غزة الممتدة منذ أكثر من 14 شهرا، وخلّفت وراءها دمارا واسعا وآلاف الضحايا.
الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، أشار، في تصريحاته الأخيرة، إلى وجود مفاوضات سرية تتعلق بصفقة تبادل الأسرى، معتبرا أن “الوقت قد حان لإعادة الرهائن إلى ديارهم”.
الضغط على نتنياهو
وفي هذا السياق، يقول الدكتور سعيد شاهين، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الخليل، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن أي مبادرة تهدف إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وضمان انسحاب الاحتلال، تمثّل بصيص أمل للفلسطينيين لإنهاء المأساة الإنسانية المستمرة، إذ تجاوزت حصيلة القتلى 45 ألف شخص، إضافة إلى إصابة نحو 120 ألفا آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
ويضيف سعيد شاهين أن المبادرة الحالية لإبرام تسوية سياسية تعيد الضغط إلى حكومة بنيامين نتنياهو، الذي طالما تهرب من المبادرات السابقة، لكنه يرى أن إصدار المحكمة الجنائية الدولية أمرا بتوقيف نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، قد يعزز فرص قبول المبادرة.
استمرار الاستيطان
ومع ذلك، يحذر شاهين من عقبات رئيسية يضعها وزراء متشددون، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين يدفعان باتجاه التصعيد العسكري واستمرار الاستيطان في غزة، في حين يشكل وجود وزير الخارجية جدعون ساعر، في الحكومة عنصر توازن يمنع انهيارها، رغم التهديدات المتكررة من الأحزاب اليمينية المتطرفة.
وعن وضع الضفة الغربية، يؤكّد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الخليل أن “اليمين الإسرائيلي المتطرف ينظر إلى الضفة كرئة حيوية لإسرائيل وضمان لاستمراريتها”، مشيرا إلى أن خطط الاستيطان والتمدد ستتواصل، ما لم يتحرك المجتمع الدولي بفعالية لفرض ضغوط على حكومة الاحتلال.
تغييرات مرتقبة
أما عن الحوار بين حركتي فتح وحماس، فيرى شاهين أن الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي يمارسان ضغوطا لإعادة هيكلة السلطة الفلسطينية، تحت شعار “الإصلاح”، منوها بأن الخطوة الأخيرة بإصدار مرسوم يتيح لرئيس المجلس الوطني تولي الرئاسة في حال شغورها، تعكس التحضيرات لتغيير سياسي كبير في الضفة وغزة والقدس.
ويختتم شاهين حديثه قائلا: “نحن أمام مرحلة مفصلية في القضية الفلسطينية، إذ سيتحدد مستقبل المشهد السياسي، في ظل التغيرات المتسارعة على المستويين المحلي والدولي”.