خاص – الوئام
شهدت سوريا تطورات متسارعة في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد، إذ أعلنت المعارضة المسلحة إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، الذي استمر حكمه 24 عاما.
الإعلان جاء عبر بيان متلفز بثّته المعارضة على شاشة التلفزيون الرسمي، معلنة تحرير دمشق وإطلاق سراح المعتقلين، في تطور يُعدُّ الأبرز منذ بدء الأزمة السورية؛ فماذا حدث ليلا؟
دخول العاصمة
في وقت وجيز فجرا وعقب السيطرة على مدينة حمص، ثالث كبرى مدن البلاد؛ بدأت الفصائل المسلحة في الدخول إلى العاصمة دمشق، دون أي مقاومة تذكر.
سرعان ما انهارت جميع الدفاعات، أو كما أعلن انسحابات لقوات الجيش من المناطق الحيوية، ما سهل من نجاح المعارضة في إطباق السيطرة الكاملة في غضون ساعات قليلة على العاصمة.
تزامن ذلك مع ورود تقارير عن مغادرة الرئيس بشار الأسد، البلاد على متن طائرة مجهولة الوجهة، كما أفاد مصدر عسكري سوري لوكالة “رويترز” بأن قيادة الجيش أبلغت ضباطها رسميا، بسقوط النظام.
مبنى الإذاعة والبيان رقم 1
أعلنت المعارضة سيطرتها على مبنى الإذاعة والتلفزيون في دمشق، إذ بثت أول بيان رسمي أكدت فيه تحرير العاصمة.
البيان جاء بمثابة إعلان عن مرحلة جديدة لسوريا بعد خمسين عاما من حكم حزب البعث؛ إذ أعلنت المعارضة المسلحة إطلاق سراح جميع السجناء وإبقاء مسؤولية إدارة مؤسسات الدولة لرئيس الوزراء السابق.
رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي، قال عقب سقوط العاصمة دمشق، إن حكومته “مستعدة للتعاون مع أي قيادة جديدة يختارها الشعب السوري”.
مؤكدا أنها “ستقدم كل التسهيلات وتنقل الملفات الحكومية بشكل سلس ومنهجي، بما يحفظ مرافق الدولة”.
خارطة الطريق
قبل سقوط نظام الأسد بساعات، تم تداول خارطة طريق لحل الأزمة خلال اجتماع الدوحة، والذي حضرته السعودية ومصر والأردن، بجانب الدول الراعية لاتفاق أستانا، وهي تركيا وروسيا وإيران، بهدف مناقشة تطورات الأوضاع.
تتضمّن خارطة الطريق نقاطا عدة، أبرزها بدء تنفيذ القرار الأممي 2254، والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار والتوصل لتسوية سياسية في سوريا.
وبموجب الخارطة، تنسحب جميع القوات إلى قواعدها، وتتولى وحدات شرطية مشتركة حماية المدن، كما تنسحب جميع القوات الأجنبية من البلاد بحلول نهاية عام 2025.
ردود فعل دولية
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن، يتابع “التطورات الاستثنائية” في سوريا عن كثب، فيما دعا المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، إلى التزام الهدوء وحماية المدنيين.
وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض أن أولويات الولايات المتحدة في سوريا حاليا تتمثل في “ضمان ألا يشجع النزاع الحالي على عودة ظهور تنظيم داعش أو يؤدي إلى كارثة إنسانية”.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إن تمدد النزاع “يشكل مصدر قلق”، متحدثا عن قلق حيال تنظيم “داعش” خصوصا.