الدكتور أيمن الرقب – أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس
11 يوما كانت كفيلة بسقوط نظام حكم “الأسد” الذي دام عشرات السنين، ثم انهار كأحجار الديمينو، لكن ماذا بعده، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة بنيامين نتنياهو، لا يترك شاردة أو واردة في المنطقة إلا ويستغلّها.
نتنياهو استغل الفرصة بسقوط نظام بشار الأسد، ليمكّن كيانه الإسرائيلي من التوسع مجددا في الجولان، مستغلا هذه الأحداث في سوريا لتحريك جيش الغزاة لأي قطعة أرض عربية، وهذا ما شهدناه خلال الساعات الأولى من سقوط النظام في سوريا.
تقدَّم مقاتلو الاحتلال الإسرائيلي ودباباته بعُمقٍ تجاوز الأربعة عشر كيلومترا، داخل الأراضي السورية، محتلا مقرات الجيش السوري الحدودية، بحجة منع أي عمليات عسكرية ضد الاحتلال تنطلق من الأراضي السورية، ومدمرا في ضربات بالطيران الحربي سلاح الطيران السوري.
ولا بد من التذكير بأن هذه المناطق، التي دخلها الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الأخيرة في العمق السوري، كان قد انسحب منها عام 1974، بعد انتهاء حرب السادس من أكتوبر عام 1973.
نتنياهو الذي يلعب القدر لصالحه يريد أن يستغل هذه الأحداث ليهرب من الضغط القضائي عليه، بحجة الأحداث في سوريا، ورئيس هيئة أركان جيشه يعلن أن الجيش يقاتل الآن في 4 ساحات، (الضفة الغربية، قطاع غزة، لبنان، وسوريا).
والواضح من تحرك الاحتلال الإسرائيلي بشكل سريع أنه كان متوقعا الأحداث في سوريا ويراقبها ويتحين الفرصة للانقضاض على الأراضي السورية.
الأمر الصعب في سوريا الآن هو وجود المجاميع العسكرية المختلفة والتدخلات الدولية المختلفة، لذا نتمنى السلامة للشام وأهلها، وأن يكون غدهم أفضل مما مضى، وأن تعود الشام واحدة موحدة مزدهرة، وألا يقسّمها الأعداء لدويلات طائفية صغرى، ليروق للاحتلال الإسرائيلي العبث في المنطقة كما يشاء.