الوئام – خاص
جندت السعودية كافة طاقاتها على مدار الشهور الماضية من أجل الفوز باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034 وهو ما تحقق بفضل الله وبفضل دعم القيادة الرشيدة ومساندتها للملف السعودي الذي حصل على أعلى تقييم فني في تاريخ البطولة، ومع إعلان الفيفا فوز السعودية باستضافة البطولة المرتقبة بدأت مرحلة جديدة من العمل تمتد على مدار السنوات العشر المقبلة، لتحويل الأحلام إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع.
هيئة عليا برئاسة ولي العهد
وخلال الساعات الأولى التي تلت إعلان فوز السعودية باستضافة مونديال 2034 أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، عن تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034 برئاسة سموه وعضوية عدد كبير من الوزراء المعنيين إضافة إلى رئيس هيئة الترفيه ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وتعكس السرعة في تأسيس هذه الهيئة ورئاسة ولي العهد لها، الجدية والأهمية التي توليها السعودية لإنجاح هذا الحدث العالمي، حيث سيكون أمام هذه الهيئة العديد من المهام التنظيمية والإشرافية والفنية التي ستقوم بها على مدار السنوات العشر المقبلة.
كما يعكس تشكيل هذه اللجنة تكامل الجهود والتنسيق بين كافة الجهات المعنية ما يعني تسهيل اتخاذ القرارات وتفادي تضارب الاختصاصات واختصار الوقت لتنفيذ الإجراءات المطلوبة، فقد بدأ العد التنازلي لهذه المهمة في اللحظة التي تم فيها الإعلان عن فوز السعودية باستضافة المونديال.
عوائد اقتصادية مليارية :
ستقام البطولة بعد 4 سنوات من عام الرؤية السعودية التي نجحت بشكل كبير في تنويع الاقتصاد السعودي، وتعزيز مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي، وتقليص البطالة إلى أدنى مستويات تاريخية.
ومن المتوقع أن تحصد السعودية من وراء هذه البطولة أرباحًا تتجاوز الأرقام القياسية التي حققتها النسخ الـ5 الأخيرة من البطولة فقد حققت النسخة الأخيرة في قطر حوالي 17 مليار دولار، مع فارق المساحة الجغرافية وعدد المنتخبات التي تستضيفها السعودية حيث ستكون المملكة الدولة الأولى في التاريخ التي تستضيف 48 منتخبًا في بطولة كأس العالم، وهذا سيعظم العوائد الاقتصادية من وراء هذه البطولة.
وهذه التوقعات ليست مبالغا فيها بل إنها مبنية على النمو المتزايد في أرباح الدول المستضيفة لبطولات كأس العالم خلال العقود الأخيرة فقد حقق مونديال ألمانيا 2006 حوالي 14 مليار دولار فيما حقق مونديال جنوب أفريقيا 2010 حوالي 12 مليار دولار وحقق مونديال البرازيل 2014 حوالي 15 مليار دولار وحقق مونديال 2018 في روسيا حوالي 14 مليار دولار وأخيرًا مونديال قطر 17 مليار دولار، وإذا ما أخذنا في الاعتبار عدد المنتخبات في نسخة السعودية فإن هذه العوائد الاقتصادية ستكون أكبر من التوقعات.
التأثيرات الاجتماعية:
وعلى الرغم من أهمية الأرباح الاقتصادية، إلا أن الأرباح المعنوية أو غير المادية ستكون أكبر بكثير خاصة التأثيرات الاجتماعية والثقافية والترفيهية، حيث سيكون بمقدور الملايين من الزوار الأجانب التعرف على إرث المملكة وموروثها الحضاري والتاريخي، والمخزون الثقافي العميق الذي تتميز به، حيث يمكن للزوار زيارة العديد من الأماكن السعودية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، إضافة إلى الفعاليات الترفيهية التي ستواكب هذا الحدث.
كما ستساهم البطولة في تعزيز الهوية الوطنية والشعور بالانتماء لدى المواطنين، ورفع مكانة المملكة على المستوى الدولي، وترويج العلامة الوطنية السعودية على مستوى العالم، وستكون هذه البطولة أفضل أدوات القوة الناعمة السعودية.
توفير فرص العمل :
أخذت رؤية السعودية 2030 على عاتقها خفض نسبة البطالة إلى 7% بين المواطنين والمواطنات وهذا الهدف بات وشيكًا حيث وصلت البطالة بنهاية الربع الثالث من العام الجاري إلى 7.1% وهو أدنى مستوى تاريخي ومع استضافة مونديال 2034 من المتوقع أن يشهد الاقتصاد السعودي نموًا متسارعًا في مختلف القطاعات خاصة قطاعات البناء والتشييد والسياحة والنقل، الأمر الذي يسهم في خلق ملايين فرص العمل الجديدة للمواطنين في مختلف القطاعات بما ينعكس إيجابيًا على تحسين المستوى المعيشي.
نشر السلام والتسامح:
تهدف السعودية من وراء استضافة كأس العالم 2034 إلى نشر قيم التسامح والسلام والتركيز على دور الرياضة في توحيد الشعوب والقضاء على الاختلافات وتسهل التقارب الثقافي والحضاري بين الشعوب من مختلف أنحاء العالم.
وقد أخذت السعودية على عاتقها مهمة نشر التسامح والسلام وتعريف العالم بالإسلام الصحيح القائم على الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والتشدد والتعصب، وبالتالي سكون هذا الحدث العالمي فرصة لجماهير العالم للتعرف على القيم السعودية كما ستكون فرصة لتبادل الثقافات والمعارف بين الشعوب المختلفة، مما يسهم في تعزيز التسامح والتفاهم.
تعزيز جودة الحياة:
من أجل نجاح البطولة ستعمل المملكة على تطوير البنية التحتية بما في ذلك المطارات والموانئ والفنادق والطرق ووسائل النقل والمواصلات لتسهيل تنقل الجماهير بين المدن الخمس التي سوف تستضيف البطولة وباقي المدن التي ستستضيف الفعاليات الأخرى الأمر الذي يسهم في تطوير الخدمات العامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين، الذين سينعمون بهذه المرافق قبل وبعد البطولة.
تطوير القطاع الرياضي:
سيكون القطاع الرياضي أكثر المستفيدين من هذا الحدث الهام حيث سيتم تطوير وإنشاء 15 ملعبًا في 5 مدن منها 4 ملاعب قائمة سيتم تطويرها و3 ملاعب قيد الإنشاء و8 ملاعب جديدة سيتم إنشاؤها خلال السنوات المقبلة، وستساهم هذه المنشآت في تطوير قطاع الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، حيث سيتم تصميم هذه الملاعب وفق أحدث المواصفات العالمية بما يراعي تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما ستكون البطولات السعودية المحلية وجهة اللاعبين المحترفين حول العالم، الأمر الذي يسهم في رفع مستوى اللاعب المحلي، كما ستتاح للاعبين السعوديين فرصة للاحتكاك والتواصل مع كبار النجوم والمدربين والفنيين في المنتخبات الـ48 المشاركة في البطولة.