الوئام- خاص
يتزايد التنافس بين روسيا والغرب في العديد من الدول ومناطق النفوذ في العالم، بداية من أوكرانيا والشرق الأوسط وليبيا، حتى دول الساحل والصحراء في غرب القارة الأفريقية.
وتظل الحالة الليبية عالقة في الصراع بين الغرب الداعم للحكومة في طرابلس، وروسيا الداعمة للشرق، ويُطرح تساؤل جديد: هل سيُنهي الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا دونالد ترمب، المسألة الليبية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين؟
ترمب السبب
وفي السياق، يرى عز الدين عقيل، الكاتب والباحث السياسي الليبي، أن الوجود العسكري الروسي في ليبيا أضحى حالة أمر واقع، ويعود السبب بتورط ليبيا فيه إلى سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، خلال فترته الرئاسية الأولى، وعلاقته الخاصة والغامضة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ويضيف عز الدين عقيل، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن دخول قوات “فاجنر” إلى ليبيا تم تحت أنظار ترمب، وفي ظروف علاقة استراتيجية افتراضية بين ترمب والقائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، قبل أن ينقلب ترمب على هذه العلاقة، ويظهر أنها خدعة فور وصول قوات الشرق إلى تخوم طرابلس في الغرب، ذاكرا أنه غالبا ما ستتسبب العلاقة الخاصة بين ترمب وبوتين، في تخفيف حدّة الصراع العنفي وحروب الوكالة بينهما في ليبيا.
تطوير الوجود
ويؤكد الباحث السياسي الليبي أنه من الطبيعي أن يحرص الروس على تطوير وجودهم في ليبيا، بشريا ولوجستيا وقتاليا، ولعل هذا ما تحاول فعله روسيا اليوم، من خلال شراكتها الاستراتيجية مع الصين، لجعل هذا الوجود وتمدده مفيدا للطرفين، سواء في ليبيا أو في عموم القارة الأفريقية.
تفاوض
وعن مدى فرضية إبرام صفقة سياسية بين ترمب وبوتين، يشير عقيل إلى أنه من المتوقع اتجاه ترمب وبوتين لخوض تفاوض على اقتسام العالم أو الحلقات الأضعف من جديد، خاصة بمنطقتنا المنكوبة، ولأن ليبيا من الحلقات الأضعف، فلا يعلم أحد طبيعة مصيرها بنهاية هذا التفاوض.
الكاتب الليبي يتابع: “كدولة عظمى، لا بد وأن تحتاج روسيا إلى مواطئ أقدام على ضفاف البحر المتوسط، والوجود بقوة بمنطقة الشرق الأوسط، باعتبارها منافسها الأول بإمدادات الطاقة للأسواق الدولية، وكذلك الحال بالنسبة إلى موسكو مع أفريقيا التي تشهد تدافعا شديدا نحوها من كل القوى الدولية الفاعلة، بما فيها منزوعة السلاح؛ كألمانيا واليابان”.
تسوية المسألة الليبية
ويختتم حديثه قائلا: “أما مسألة ارتباط أي تسوية في ليبيا أو غيرها، بتبادل مصالح في أوكرانيا أو سوريا أو حتى في ألاسكا، فهذا أمر متروك أو سيتوقف على طبيعة العلاقة القادمة بين ترمب وبوتين، وإن كانت بواكير نتائج هذه العلاقة لن يتأخر ظهورها عن نهاية الثلث أو الربع الأول من العام المقبل”.