الدكتور محمد عبدالله – أخصائي التربية السلوكية والنفسية وثقافة الأطفال
من الأشياء التي تثير غضب الآباء وعصبية الأمهات، أن يكرر الطفل نفس الخطأ الذي عُوقِب عليه في وقت سابق.
وما يجهله الكثير من الآباء والأمهات أن تكرار الأخطاء هو جزء طبيعي من عملية التعلم والنمو لدى الأطفال، فعندما يرتكب الطفل خطأً ما، قد يعيده عدة مرات، قبل أن يتعلّم كيفية تصحيحه أو تجنب حدوثه مجددا.
وقد يكون تكرار الأخطاء محيرا في بعض الأحيان بالنسبة إلى الوالدين أو المعلمين، الذين قد يتساءلون عن سبب تكرار الطفل لنفس التصرفات، رغم التوجيهات أو العواقب المتكررة.
التعلّم من التجربة
الأطفال في مراحل نموهم لا يزالون يتعلمون كيفية التفاعل مع العالم من حولهم، وعندما يرتكبون خطأ ما، قد يكون هذا جزءا من عملية التعلم، بالتالي، فإن التكرار يعزز فهمهم لتبعات الأفعال وتحسين مهاراتهم.
فهم محدود
خلال السنوات الأولى من حياة الطفل، لا يكون لديه الفهم الكامل للأمور بعد، وبالتالي قد يكرر نفس الأخطاء ببساطة، لأنه لم يستوعب تماما عواقب تصرفاته أو الطريقة الصحيحة للقيام بشيء معيّن، لذلك قد يحتاج الأطفال إلى تكرار المواقف والأفعال، ليتعلموا الدروس بشكل أعمق وفهم أكبر.
غياب التوجيه
يكرر الأطفال الأخطاء أحيانا، إذا لم يتم توجيههم بشكل كافٍ، أو إذا لم تُقدّم لهم تعليمات واضحة، خاصة من الأبوين أو المعلّم في الروضة أو المدرسة.
على سبيل المثال، إذا لم يكن الوالدان أو المعلمون قادرين على توجيه الطفل بشكل مناسب، أو إذا لم يتلقَّ الطفل التدخل اللازم بشكل فوري بعد ارتكاب الخطأ، فقد يجد الطفل نفسه يكرر نفس السلوك.