تشير أبحاث جديدة إلى أن رش 5.5 مليون طن من غبار الألماس في طبقة الستراتوسفير كل عام قد يساعد في تبريد كوكب الأرض بمقدار 1.8 درجة فهرنهايت (درجة مئوية واحدة)، وهو ما يعادل تقريبًا الحد من الاحترار الذي تسببت فيه الأنشطة البشرية منذ الثورة الصناعية.
تعد هذه الطريقة جزءًا من البحث في مجال الهندسة الجيولوجية التي تهدف إلى تقليل كمية الطاقة الشمسية التي تصل إلى الأرض، وفق ما ذكره موقع “Live Science”.
وبحسب الدراسة التي نشرت في 16 ديسمبر في مجلة Environmental Research: Climate، فقد تبين أن غبار الألماس هو الخيار الأمثل من بين المواد الأخرى مثل الألومنيوم والكالسيت من حيث كفاءته في تبريد الأرض، حيث تحتاج كمية أقل من غبار الألماس لتحقيق نفس التأثير التبريدي.
التبريد بواسطة الجزيئات العاكسة
طالما اقترح الباحثون استخدام جزيئات صغيرة أو “هوايات” في الستراتوسفير لتعكس أشعة الشمس بعيدًا عن الأرض، وذلك لتقليل تأثير الاحتباس الحراري. وقد ألهمت ظاهرة البرودة التي تحدث بعد الانفجارات البركانية هذه الأفكار، حيث يُطلق البركان كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت الذي يتحول إلى حمض كبريتي في الستراتوسفير، ليشكل جسيمات ناعمة تعكس أشعة الشمس.
ولكن استخدام ثاني أكسيد الكبريت قد يسبب تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها، مثل تسخين الطبقة الستراتوسفيرية وزيادة اضطراب الرياح داخلها، مما قد يؤثر على أنماط الهطول والتداول الجوي في الطبقة التروبوسفيرية.
الألماس المادة المثالية ولكن
وفقًا للدراسة، فإن غبار الألماس يتفوق على المواد الأخرى بسبب خصائصه العاكسة الشديدة التي تمنعه من امتصاص الحرارة. وهذا يجعله خيارًا أفضل من بعض المواد الأخرى التي قد تؤدي إلى تدفئة الستراتوسفير بدلًا من تبريدها.
ومع ذلك، تظل تكلفة عملية رش الألماس غير واضحة، ويقدر الباحثون أن التكلفة الإجمالية لمدة 65 عامًا قد تصل إلى 175 تريليون دولار، وهي تكلفة أعلى بكثير من المواد الأخرى.
وعلى الرغم من أن بعض العلماء يعارضون إجراء أبحاث في هذا المجال بسبب الآثار الجانبية غير المتوقعة التي قد يترتب عليها، إلا أن الباحثين مثل ساندرو فاتوني يؤكدون أن تجاهل هذه الأبحاث قد يعني إغلاق الباب أمام تقنية قد تساعد في التقليل من بعض المخاطر المرتبطة بتغير المناخ.
ويرون أن استراتيجيات الهندسة الجيولوجية مثل حقن الجسيمات في الستراتوسفير قد تساعد في “شراء بعض الوقت” لتجنب الوصول إلى نقاط التحول المناخي التي قد تكون لا رجعة فيها.