عباس الحايك – كاتب مسرحي وسيناريست وصدر له عدد من الكتب المسرحية والنقدية
أطلقت وزارة الثقافة، متمثلة في هيئة المسرح والفنون الأدائية، العديد من المبادرات المهمة التي هدفت لدعم الشباب المسرحيين والمهتمين، ومنها الورش المسرحية التي قدمها مدربون في مجالات المسرح، الكتابة والإخراج، ومهام أخرى مسرحية تقنية وإدارية.
وأتاحت مبادرات “الثقافة”، دون شك، الفرصة للجميع لحضور هذه الورش عبر موقعها الإلكتروني، بالإضافة إلى محاضرات فنية أو “ماستر كلاس” في عدد من الموضوعات المختصة بالمسرح؛ مثل الإدارة المسرحية والتسويق وغيرها.
وتفتقر هذه المبادرات التي تطلقها الهيئة، للتسويق من قبل الهيئة، فكثير من ممارسي المسرح لا يعلمون بهذه الورش ولا المبادرات؛ لأن الهيئة تركز في تسويقها فقط على منصة “X” التي قد لا يلتفت لها العديد من ممارسي المسرح الشباب، وتحتاج الهيئة لأن تفكر باستراتيجية لتسويق هذه المبادرات في الجامعات والمدارس مثلا.
وبالمجمل، مبادرات الهيئة ووزارة الثقافة هي مبادرات نوعية، يمكنها أن تطور الحراك المسرحي، وتفرز جيلا مسرحيا جديدا متعلما ومتدربا بشكل احترافي.
مهرجان الرياض المسرحي هو إحدى مبادرات الهيئة، وينظم للسنة الثانية بعد أن اختير 20 عرضا، تمثل مسارين، المعاصر والاجتماعي، رغم اعتراض العديد من المسرحيين على هذا التصنيف الذي يجانب العلمية، فالمسرح مسرح دون تصنيف.
في المهرجان، استغربت من غياب أسماء مسرحية مهمة وفاعلة في المسرح السعودي، ولا أعرف سببا لعدم دعوتهم، فأنا على يقين بأنهم سيكونون إضافةً للمهرجان، كما أن ضيوف المهرجان العرب أقل من ضيوفه في الدورة الأولى والذين كان لهم دور بارز في تقييم العروض ونقدها ونقل صورة ناصعة للمسرح السعودي في الخارج.
لكن بالإجمال، المهرجان منظم بشكل جيد، لكن يحتاج فقط لإعادة النظر في التصنيف، واستضافة مسرحيين سعوديين وعرب فاعلين ولهم صوتهم.