الوئام – خاص
تتواصل المؤشرات الإيجابية التي تؤكد نجاح برامج الإصلاح الاقتصادي التي تنتهجها المملكة العربية السعودية، ومن بين تلك المؤشرات ارتفاع معدلات مشاركة السعوديين والسعوديات في سوق العمل وتراجعت مستويات البطالة إلى أدنى مستوى تاريخي لها، الأمر الذي يؤكد أن رؤية 2030، نجحت في تحقيق المستهدفات خاصة فيما يتعلق بتنويع مصادر الدخل وزيادة الاعتماد على القطاع الخاص، لاستيعاب أكبر عدد من الموظفين من أبناء المملكة.
تراجع البطالة
وتشير إحصائيات سوق العمل إلى تدني مستوى البطالة الإجمالي في المملكة (بما في ذلك السعوديين وغير السعوديين) إلى 3.7% في الربع الثالث من العام الماضي، بينما بلغ معدل البطالة بين السعوديين، 7.8% بانخفاض سنوي بمقدار 1.0 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثالث من عام 2023م.
وتؤكد هذه الأرقام جاذبية سوق العمل السعودي، سواء للمواطنين أو الأجانب، حيث ساهمت الإصلاحات التشريعية المتعلقة بالعمل، في تشجيع المواطنين على الالتحاق بالقطاع الخاص أو الاستفادة من برامج العمل المرن، سواء ما يتعلق بالعمل الحر، أو العمل عن بعد، أو بساعات العمل المرنة.
ارتفاع المشاركة
وتشير الإحصائيات كذلك إلى ارتفاع معدل مشاركة السعوديين في القوى العاملة بالمملكة، إلى 51.5% بزيادة قدرها 0.7 نقطة مئوية على أساس سنوي، كما ارتفع معدل العاملين السعوديين إلى إجمالي السكان إلى 47.4% مسجلًا ارتفاًعا سنوًّيا بمقدار 1.1 نقطة مئوية عن الربع الثالث من عام2023م.
ويساهم الارتفاع المتواصل في مؤشرات سوق العمل، بالتزامن مع انخفاض مستويات البطالة بين السعوديين، في تعزيز فرص نمو الاقتصاد السعودي، ويظهر هذا التأثير بوضوح من خلال زيادة الطلب على القوى العاملة المنتجة، ما يرفع الإنتاجية ويُسهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على تحسين مستوى المعيشة للأسر السعودية.
تعزيز مكانة العمل
وتعكس هذه الأرقام أيضا، ارتفاع مكانة العمل في المجتمع السعودي، حيث أصبح الشباب أكثر إقبالا على البحث عن الوظائف، والقبول بفرص العمل المتاحة والتي تناسب قدراتهم ومهاراتهم، فبحسب الإحصائيات الحديثة فقد بلغ معدل مشاركة الشباب السعوديين (من 15-24 سنة) في القوى العاملة، حوالي 34.6% ، بينما بلغ معدل مشاركة السعوديات حوالي 13.6%.
أما بالنسبة للسعوديين في سن 25-54 سنة، فقد ارتفع معدل مشاركتهم في القوى العاملة بمقدار 0.7 نقطة مئوية حيث بلغ 69.4%، أيضا بالنسبة للسعوديين ممن تبلغ أعمارهم 55 عاًما فأكثر فقد أظهرت مؤشرات سوق العمل ارتفاًعا في معدل المشاركة في القوى العاملة بالمقارنة مع الربع السابق من عام 2024م.
حوكمة إجراءات التوظيف
وقد ساهمت العديد من العوامل في زيادة إقبال المواطنين والمواطنات على العمل، من أبرزها حوكمة إجراءات التوظيف، حيث أتاحت المملكة المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف، التي تعتبر الوجهة الأولى التي يقصدها الباحثون عن العمل في مختلف المجالات في القطاعين الحكومي والخاص، كما أطلقت منصة العمل الحر التي تتيح للراغبين في العمل وفق قواعد أكثر مرونة، لتحقيق معدلات أكبر من الدخل، أما بالنسبة للوظائف العسكرية، فتتم المفاضلة بين المتقدمين بناء على معايير موضوعية ومعلنة وواضحة للجميع في إطار من الشفافية والوضوح لضمان تكافؤ الفرص واستقطاب المهارات وأصحاب المواهب والقدرات التي تلبي الاحتياجات الوظيفية.