الوئام- خاص
بعد هجوم نيو أورليانز الإرهابي في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أدى إلى مقتل 14 شخصا وإصابة أكثر من 35 آخرين بجروح، ظهر الحديث عن “الذئاب المنفردة” وكيفيّة التعامل معها كتهديد إرهابي كبير في جميع أنحاء العالم، بعد تنفيذها عمليات إرهابية كبيرة.
“الذئاب المنفردة” ترتكب أعمال عنف وإرهاب، خارج هيكل القيادة، ودون مساعدة مادية من أي مجموعة، وعلى الرغم من أنّ الذئب الوحيد يستعد ويعمل وحده وينفذ متأثرا بدوافع أيديولوجية ومعتقدات الجماعة التي ينتمي لها.
مخاطر كبيرة
وعن خطورة “الذئاب المنفردة”، يرى حسام الحداد، الباحث المتخصص في حركات التطرف، أنه في ظل التطورات المتسارعة للمشهد الأمني العالمي، تبرز ظاهرة “الذئاب المنفردة” كأحد أخطر التهديدات التي تواجه الأجهزة الأمنية والاستخباراتية حول العالم.
ويقول حسام الحداد، في حديث خاص لـ”الوئام”، إنه رغم التراجُع الميداني للتنظيمات الإرهابية وتقلُّص نفوذه الجغرافي في معاقله التقليدية بسوريا والعراق، فإنّ خطره لا يزال حاضرا بقوةٍ مِن خلال الأفراد المستلهمين لأيديولوجيته المتطرّفة، الذين ينفّذون هجمات مميتة بشكل فردي، دون توجيه مباشر من قيادات التنظيم.
استراتيجيات مُبتكرة
ويشير الباحث المتخصّص في حركات التطرف إلى أن الهجمات التي ينفّذها “الذئاب المنفردة” تعتمد بشكل أساسي على استراتيجيات غير تقليدية، وتستهدف غالبا تجمعات سكانية أو مواقع حسّاسة، مما يجعل مِن الصّعب على الأجهزة الأمنية التنبّؤ بها أو إحباطها قبل وقوعها.
ويعتقد الحداد أن الهجمات المتفرّقة التي وقعت مؤخّرا في مناطق متعددة، مثل هجوم نيو أورليانز الأخير، تؤكّد قدرة التنظيمات الإرهابية على التأثير عبر الدعاية المكثّفة في منصات التواصل الاجتماعي والإنترنت المظلم، إذ تستمر في نشر أيديولوجيتها المتطرّفة واستقطاب الأفراد من مختلف الخلفيات.
ويُنهي حديثه موضحا أن ظاهرة “الذئاب المنفردة” ليست مجرد سلوك فردي معزول، بل هي جزء من استراتيجية مدروسة، تتبنّاها تنظيمات مثل “القاعدة”، وتركّز على إلهام الأفراد لتنفيذ عمليات ذات تأثير كبير، بتكلفة منخفضة وأدوات بسيطة، ما يعزّز من التحديات التي تواجه جهود مكافحة الإرهاب.