بقلم عمرو جوهر – كاتب صحفي مقيم في العاصمة الأمريكية واشنطن
بدأت تنتشر أقاويل في أوساط العاصمة الأمريكية واشنطن، بشأن ما يُسمّى بعدم الاستلطاف من الرئيس ترمب تجاه إيلون ماسك.
ويُقال إن الرئيس المنتخب حديثا ترمب، يشعر بإحباط متزايد من عملاق التكنولوجيا الملياردير إيلون ماسك، على الرغم من علاقتهما الودية سابقا. فوفقا لتقارير متعددة، بدأ ترمب يشكو بشكل خاص من حضور ماسك المتكرر ونفوذه المتزايد في النقاشات السياسية.
في 6 يناير الجاري، صادق الكونغرس رسميا، على فوز دونالد ترمب في الانتخابات، مما ضمن عودته إلى البيت الأبيض. هزم ترمب نائبة الرئيس كامالا هاريس في انتخابات 2024، بـ312 صوتا انتخابيا، مقابل 226 لهاريس، ومن المقرر تنصيبه في 20 يناير 2025، مما يمثّل فترة ولايته الثانية غير المتتالية كرئيس، وهو إنجاز تاريخي لم نشهده منذ غروفر كليفلاند.
نجح الجمهوريون في تأمين السيطرة على مجلس الشيوخ، وحافظوا على أغلبية ضئيلة في مجلس النواب، مما وضع ترمب في موقفٍ يسمح له بالمضي قدما في أجندته السياسية بدعم تشريعي قوي.
كان إيلون ماسك، الذي عبّر عن آراء سياسية تتوافق مع سياسات ترمب، شخصية بارزة في دائرة ترمب بعد الانتخابات وفي أثنائها.
ويقال إنّ ترمب بدأ يشعر بأن ماسك أصبح متشبّثا بالسلطة للغاية ويتجاوز دوره، خاصةً بعد أن أصبح يدلي بتصريحات تمس الرئيس دون الرجوع إليه.
وهناك مقولة شهيرة أزعجت ترمب بشكل كبير وهي لقب “الرئيس ماسك”، وقد أشار بعض المعلقين والشخصيات الإعلامية إلى ماسك مازحين بهذه الطريقة، نظرا لثروته الهائلة ونفوذه وقدرته على تشكيل الخطاب العام. وحسب الصحافية ماجي هابرمان، فإن ترمب لا يستمتع بالنكتة، ويُقال إنه يكره الاقتراح بأن ماسك يتمتع بسلطة أو نفوذ سياسي أكبر منه.
التوترات بين ترمب وماسك ليست شخصية فحسب، بل هي جيوسياسية أيضا. تشير التقارير إلى أن سياسيين بريطانيين حثوا ترمب على إعادة النظر في ارتباطه بماسك، بسبب تصريحات ماسك المثيرة للجدل مؤخرا بشأن حكومة المملكة المتحدة. يخشون أن يؤدي خطاب ماسك إلى توترات دبلوماسية غير ضرورية بين إدارة ترمب الجديدة وحلفاء الولايات المتحدة.
في حين حافظ ترمب وماسك على علاقة عمل، تشير التقارير إلى أن الشقوق قد بدأت تتشكّل، إذ يُعرف ترمب برغبته في أن يكون الشخصية المركزية في أي حركة سياسية، وقد يُنظر إلى نفوذ ماسك المتزايد، سواء في مناقشات السياسة أم في وسائل الإعلام، على أنه تهديد.
في الوقت الحالي، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا الاحتكاك سيؤدّي إلى انقسام علني، أو ما إذا كان الاثنان سيستمران في العمل معا على الرغم من خلافاتهما، لكنّ هناك أمرا واحدا مؤكدا، وهو أن ترمب لا يرحب بأن يتفوق عليه أغنى رجال العالم.
إنّ تنصيب ترمب في 20 يناير سيمثّل رسميا، بداية ولايته الثانية، وسوف يراقب العالم عن كثبٍ لمعرفة كيف ستتطوّر إدارته، بما في ذلك علاقته بإيلون ماسك.