الوئام- خاص
تتزايَد التساؤلات بشأن فرص انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مع تولي دونالد ترمب رئاسة الولايات المتحدة في يناير الجاري، وهذه التكهنات تأتي في ضوء تصريحاته الإيجابية السابقة تجاه روسيا، ونواياه المعلنة لإنهاء الصراع الذي أرهق الطرفين وألقى بظلاله على العالم.
الكرملين أعلن، أمس الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مستعد للحوار مع ترمب دون شروط مسبقة. يأتي ذلك بعدما أكّد ترمب عزمه عقد لقاء لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
تصريحات ترمب وبوتين
وبشأن طبيعة العلاقات الأمريكية الروسية خلال الأعوام المقبلة وإمكانية إنهاء الحرب الأوكرانية، يقول الدكتور عمرو حسين، الباحث في العلاقات الإقليمية والدولية: “ترمب أطلق تصريحات إيجابية تجاه روسيا وبوتين”، معربا عن قدرته على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال يوم واحد فقط، كما أشار إلى أنه لو كان رئيسا خلال السنوات السابقة لما اندلعت هذه الحرب أصلا.
ويضيف عمرو حسين في تصريح خاص لـ”الوئام”: أنّ العلاقات الجيدة بين ترمب وبوتين تشير إلى احتمال إطلاق مبادرة سلام قريبة بين روسيا وأوكرانيا، موضّحا: “التفوّق الروسي على الأرض، خاصّةً بعد السيطرة على مناطق استراتيجية مثل دونيتسك، يعزز فرص التفاوض، ومِن المتوقّع أن يدفع ترمب نحو مفاوضات سلام تسهم في إنهاء النزاع، خصوصا مع ميله إلى السياسات السلمية التي وعد بها خلال حملته الانتخابية”.
تراجُع الدعم الأمريكي
الباحث في العلاقات الإقليمية والدولية يتابع أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اعترف بصعوبة الأوضاع، خاصةً في مناطق الشرق الأوكراني، مبينا: “ترمب يرى أن حلف الناتو يستنزف الأموال الأمريكية، ومن المرجّح أن تشهد فترته الرئاسية الثانية تقليصا كبيرا في الدعم العسكري لأوكرانيا. هذا التوجّه قد يدفع الطرفين الروسي والأوكراني إلى طاولة المفاوضات”.
ويختتم حديثه بالتأكيد على أن حلّ النزاع الروسي الأوكراني يمثّل مفتاحا لاستعادة العلاقات الأمريكية الروسية، وقال: “مِن المتوقّع أن تشهد الفترة المقبلة نوعا من التقارب بين واشنطن وموسكو، مدفوعا بالعلاقات الجيّدة بين ترمب وبوتين، ورغبة ترمب في تقليل التوترات الدولية، سواء في أوروبا أم الشرق الأوسط”.
ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية كإحدى أبرز القضايا العالمية، يبقى الدور الأمريكي محوريا في توجيه مسار الأحداث، وإذا مضى ترمب في خططه السلمية، فقد نشهد تحوّلا جذريا في طبيعة الصراع وطبيعة العلاقات الدولية ككل.