الوئام- خاص
بعد انتخاب الرئيس اللبناني جوزيف عون، عقب فراغ رئاسي دام 26 شهرا، وتكرار فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس خلال 13 محاولة، تترقّب دول المنطقة والعالم خطوات الرئيس الجديد لإنقاذ لبنان من أزماته المتراكمة.
وفي ظل الدعم العربي والغربي المقدّم له، تواجه بيروت تحديات كبرى، منها إعادة الإعمار والانقسام السياسي والاستعداد لانسحاب إسرائيل من بعض المناطق.
خطاب حاسم ومهمّات صعبة
في حديث خاص لـ”الوئام”، يرى المحلل السياسي اللبناني علي يحيى، أن خطاب الرئيس جوزيف عون، جاء متماسكا وقويا، مشيرا إلى أصداء إيجابية انعكست محليا ودوليا، لكنه أوضح أن الصلاحيات المحدودة للرئيس تتطلب بناء شبكة أمان على المستويات المحلية والإقليمية والدولية لمواجهة التحديات.
وقال علي يحيى: “رغم الوعود المقدّمة بدعم إعادة الإعمار، التي تُقدّر تكلفتها بنحو 7 مليارات دولار، فإنّ التحديات السياسية والاقتصادية تفرض عليه تجاوز الاصطفافات الداخلية، والعمل على تحريك القطاعات الحيوية، دون إنهاء كامل للأزمات السياسية المتفاعلة مع تطورات الإقليم.”
الدعم العربي والغربي
المحلل السياسي اللبناني أكد أن الدعم العربي والغربي كان عاملا حاسما في إيصال الرئيس عون إلى قصر بعبدا، مشيرا إلى أن انتخابه تم في ظل ظروف استثنائية وبدافع الضرورة السياسية، رغم وجود قيود دستورية على انتخاب موظفي الفئة الأولى.
وأضاف يحيى: “الأطراف الدولية والعربية التي لعبت دورا رئيسيا في انتخاب عون، بهدف استقرار لبنان بعد التطورات الإقليمية، بما في ذلك العدوان الإسرائيلي على لبنان وسقوط نظام الأسد.”
وأوضح أن زيارة الرئيس عون المرتقبة إلى السعودية تعكس الدور المحوري للمملكة في إعادة الإعمار، مؤكدًا أن التحدّي الأكبر للبنان اليوم هو تحديد هوية اقتصادية جديدة، تتماشى مع التحوّلات الاقتصادية الجارية في دول الخليج وسوريا، إذ تشهد الأخيرة بوادر تحوّل نحو الاقتصاد الحر، ما يجعل لبنان بحاجة ماسّة لإعادة تعريف دوره الاقتصادي.
انسحاب إسرائيل وملف المقاومة
وعن ملف انسحاب إسرائيل، أوضح يحيى أن هذا الملف يمثّل اختبارا للوعود التي قدّمها المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، بشأن الانسحاب الكامل، مضيفا: “إذا لم تلتزم إسرائيل بتعهداتها، فقد نشهد تصاعدا في العمليات العسكرية، مما يعيدنا إلى ما قبل عام 2000“.
ويختتم حديثه ذاكرا أن الرئيس عون يواجه تحديات متعددة الأبعاد، لكن الدعم العربي والدولي، خاصةً الدور السعودي، سيكون حاسما في تعزيز الاستقرار وإعادة إعمار لبنان، مع الترقّب الحذر لما سيؤول إليه ملف انسحاب إسرائيل وجهود تحقيق السلام في المنطقة.