تتصاعد حظوظ القاضي نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، ليصبح المرشح الأبرز لتولي منصب رئيس الوزراء في لبنان بعد انسحاب النائب فؤاد مخزومي من السباق.
وعلى الرغم من دعم المعارضة القوي له، يظل نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال، منافسًا قويًا في هذا الصراع السياسي.
نواف سلام ينحدر من عائلة سياسية بارزة في بيروت، إذ وُلد في 15 ديسمبر 1953، والده عبدالله سلام كان أحد مؤسسي شركة طيران الشرق الأوسط، بينما عمه صائب سلام ترأس الحكومة اللبنانية أربع مرات، تزوج من الصحفية سحر بعاصيري وله ولدان، عبد الله ومروان.
بدأ سلام مسيرته الأكاديمية بالحصول على دبلوم في العلوم الاجتماعية من باريس عام 1974، ثم دكتوراه في التاريخ من السوربون عام 1979. لاحقًا، أكمل دراسته القانونية وحصل على ماجستير من جامعة هارفارد عام 1991 ودكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1992.
عمل سلام في عدة مجالات مهنية، بدءًا من القانون، حيث كان محاميًا وممثلًا قانونيًا لمؤسسات محلية ودولية، مرورًا بالأكاديميا حيث شغل مناصب تدريسية في جامعات بارزة مثل هارفارد، وييل، وكولومبيا، وانتهاءً بالدبلوماسية. مثل لبنان في الأمم المتحدة بين عامي 2007 و2017 وشغل مناصب رئيسية مثل نائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.
سياسيًا، شارك سلام في صياغة إصلاحات قانونية مهمة في لبنان، منها عمله في لجنة إصلاح قانون الانتخابات عام 2005 التي اقترحت نظامًا انتخابيًا مختلطًا. كما انتُخب في فبراير 2024 رئيسًا لمحكمة العدل الدولية، ليصبح ثاني عربي يتولى هذا المنصب.
تتمتع شخصيته بشعبية خاصة بين الشباب والتيارات التغييرية في لبنان، ما يمنحه قاعدة دعم واسعة. أسهمت مؤلفاته المتنوعة في مجالات القانون والسياسة والتاريخ، مثل “أبعد من الطائف” و”لبنان بين الأمس والغد”، في إبراز رؤيته الإصلاحية.