الوئام- خاص
تشهد المفاوضات بوساطة عربية ودولية، تحرّكات مكثّفة، لبلورة اتفاق نهائي بشأن صفقة تبادل الأسرى، ووقف الحرب المستمرّة منذ 16 شهرا على قطاع غزة.
وعُولِجت القضايا التي شكّلت عقبةً في التوصّل إلى الاتفاق، وسلَّم الوسطاء الجانبين مسوَّدة نهائية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة.
تجزئة الصفقة
في السياق، يرى فراس ياغي، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن هناك مؤشّرات واضحة على اقتراب إبرام صفقة شاملة، لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال الساعات المقبلة، مضيفا أن هناك توجّها لدى الوسطاء لتجزئة الصفقة.
ويوضّح فراس ياغي، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن الضغوط الأمريكية، سواء من إدارة بايدن أو الإدارة القادمة برئاسة ترمب، تمارس تأثيرا كبيرا في حكومة نتنياهو لدفعها نحو الاتفاق، إلى جانب ذلك، تلعب مصر وقطر دور الوسيط الرئيسي لتسهيل المحادثات بين الأطراف المتنازعة.
3 مراحل
الخبير في الشأن الإسرائيلي يذكر أن الصفقة ستنفَّذ على 3 مراحل مترابطة؛ المرحلة الأولى تتضمن وقف إطلاق النار لفترة زمنية محددة، مع إطلاق سراح دفعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل إدخال مساعدات إنسانية وبدء عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.
أما المرحلة الثانية، تشهد إطلاق دفعات إضافية من الأسرى الإسرائيليين، مقابل انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع، وتهدف المرحلة الثالثة إلى إنهاء الحرب بشكل كامل، وبدء عملية إعادة إعمار شاملة لقطاع غزة.
ويؤكّد ياغي أن الوساطة العربية توفّر ضمانات قوية لربط المراحل الثلاثة معا، بما يحقق مصالح جميع الأطراف.
عرقلة الصفقة
الخبير السياسي يشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يسعى لعرقلة الصفقة، إذ يعتبر أنّ إنهاء الحرب قد يضعف موقف ائتلافه الحاكم، كما يتبنّى وزراء في حكومته؛ مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، مواقف متشدّدة تدعو لفرض حصار شامل على غزة، بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، مع فرض قيود صارمة على إدخال المساعدات الإنسانية، بل وطرح مقترحات لترحيل سكان شمال القطاع.
ويقول ياغي إنّ الضغوط المُكثّفة من إدارة ترمب، الساعية لتحقيق تقدّم ملموس قبل عودة ترمب إلى البيت الأبيض، قد تجعل معوقات نتنياهو غير فعالة، منوها بأن مبعوث ترامب إلى المنطقة ستيفن ويتكوف، يُدرك أن نتنياهو هو الطرف الرئيسي الذي يعطّل التوصّل إلى اتفاق، وليس المقاومة الفلسطينية.
ويُنهي حديثه محذّرا من عواقب فشل الصفقة، إذ قد يؤدّي ذلك إلى استمرار الحرب وتصعيد عسكري خطير، وربما تذهب إسرائيل إلى خيار التخلّي عن أسراها في غزة، مما قد يفضي إلى احتلال دائم للقطاع، وهو ما يمثّل مصدر قلق كبير للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية.