الدكتورة أسماء محمد سعد – استشارية الصحة النفسية والتربية الخاصة والاستشارات الأسرية
تعدّ السيكودراما طريقة علاجية نفسيّة تعتمد على استخدام التمثيل المسرحي، لتساعد الأفراد على التعبير عن مشاعرهم وفهم مشكلاتهم بشكل أعمق، والعمل على إيجاد حلولٍ لها، كما تعتبر وسيلة فعّالة للتعامل مع الصدمات؛ مثل القلق والاكتئاب، وغيرهما من التحديات النفسية.
والسيكودراما ليست مجرد علاج نفسي، بل رحلة لاستكشاف الذات وتحقيق التوازن العاطفي، من خلال الدمج بين الفن والعلاج، إذ تقدّم السيكودراما تجربة علاجية فريدة، تجمع بين الإبداع والتحليل النفسي.
ولتوضيح ذلك أكثر، يجدر الإشارة إلى أن السيكودراما تعتمد على وضع المريض في مواقف حياتية مشابهة لما يواجهها في الواقع، أو إعادته لتجارب ماضية من خلال التمثيل خلال الجلسة، إذ يُؤدّي المشاركون أدوارا تمثّل مشاعرهم أو علاقاتهم مع الآخرين، وهذا يساعدهم على استكشاف عواطفهم المكبوتة، وفهم تأثير تجاربهم السابقة في حاضرهم، ويكون ذلك بهدف:
التعبير العاطفي، حيث توفير بيئة آمنة للمشاركين للتعبير عن مشاعرهم بحرية.
زيادة الوعي الذاتي، حيث تمكين الشخص من التعرّف على مشاكله وأسبابها.
تسهم في تحسين العلاقات الاجتماعية عن طريق فهم ديناميكية العلاقات الشخصية والعمل على تحسينها.
تسهم كذلك في فن التعامل مع الصدمات، لما يقدّمه من فرصة لإعادة معايشة الأحداث المؤلمة، بطريقة تساعد على التكيّف معها.
طريقة العلاج والجلسات
تُعقَد جلسات السيكودراما عادةً في مجموعات صغيرة، يقودها معالج نفسي متخصّص، وتشمل الجلسة:
تحديد الموضوع، وفيها يختار المشارك (البطل) موقفا أو مشكلة للعمل عليها.
تقسيم الأدوار، وفيه يختار المشاركون أدوارا تتعلق بالمشكلة (مثل دور أحد أفراد الأسرة).
الأداء المسرحي، وفيه يتم تمثيل المشهد بمساعدة المعالج الذي يوجّه الحوار ويقدّم الدعم.
التقييم والنقاش بعد الأداء، يناقش المشاركون تجاربهم ومشاعرهم مع المجموعة.
فوائد السيكودراما:
* تحسين القدرة على مواجهة التحديات الحياتية.
* تعزيز الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرارات.
* تقوية الروابط الاجتماعية من خلال التعاطف والفَهم المتبادل.
* علاج الاكتئاب والقلق.
* مساعدة ضحايا العنف والصدمات.
* تحسين العلاقات العائلية والزوجيّة.
* تطوير مهارات التواصل وحل النزاعات.