نواف بن توفيق العبيد
تعتبر التربية هي الأساس الذي يبنى عليه كل شيء في حياة الفرد من توجهات وأفكار وسلوكيات؛ لأنها بناء للإنسان في جميع جوانب الحياة.
ويختلف هدف التربية من بيئة لأخرى كونها تخضع لفلسفة كل بيئة تظهر منها، فهناك تربية برجماتية ومثالية وغيرها من الفسفات الغربية.
والتربية الإسلامية مثلاً تهتم بتنمية جميع جوانب شخصية الفرد المسلم، وتنظيم سلوكه على أساس مبادئ الإسلام بغرض تحقيق أهداف الإسلام في شتئ مجالات الحياة، ليكون فاعلاً في المجتمع، فهي تتميز عن غيرها بكونها ذات مصدر أصيل، وهو الكتاب والسنة المصدران الأساسيان لدين الإسلام.
وتعتبر التربية الإيمانية من أهم المجالات التي تقوم عليها التربية، فهي ضرورة بشرية من ضروريات بناء الإنسان المسلم وتأسيسه في كل مجالات الحياة، لما لها من أثر على النفس والسلوك ظاهراً وباطناً، فهي محور ارتكاز التربية السليمة ومبدأها ومنتهاها.
والإيمان الصحيح الذي ينبع بنور الوحي أساس متين لتربية ثابتة مضمونة النتائج بإذن الله تعالى، فالتربية الاجتماعية المرتكزة على الإيمان، تُنتج مجتمعاً قوياً حضارياً مستقيماً سليماً من كل الأمراض والانحرافات الفكرية والسلوكية.
وفي هذا الزمان الذي انصرف فيه الكثير عن هذا المبدأ، وهو التربية على الإيمان ومقوماته وثمراته في الدنيا والآخرة، إلى الاهتمام بالتربية العقلية والجسمية وتنمية الموارد الاقتصادية والمعرفية، دون تقليل من أهميتها داخل الأسرة المسلمة، خصوصاً مع التحديات المعاصرة بمختلف مجالاتها العقدية، والفكرية والسلوكية وغيرها التي تحيط بالأسرة المسلمة اليوم، بسبب الثورة المعرفية والهجمات على الإسلام وأهله، عبر المنصات ووسائل التواصل، لتشكيك في صحة الإسلام ومبادئه وقيمه، ونسبة ما ليس من الإسلام إليه بقصد تشويه صورته أمام العالم.
ليؤكد علينا أهمية الرجوع إلى المنهج القويم في التربية والمنبع الصافي الكتاب والسنة والتربية عليهما وفق فهم سلف الأمة والحذر ممن ينتسب إلى الإسلام وهو يسيئ إلى الإسلام شعر بذلك أو لم يشعر.