الدكتور عيسى محمد العميري
كاتب كويتي
وأخيراً فقد عادت سوريا إلى الحضن العربي بعد عقود من الاحتكار والبعد عن محيطها العربي لأسباب معروفة للجميع. فمنذ بدايات سبعينيات القرن الماضي بدأت معاناة الشعب السوري جراء الانقلاب في التاريخ الذي لطالما تصدعت رؤوس السوريون والعرب خلال تلك الفترة البغيضة والسوداء من عمر سوريا وشعبها الذي رأى الأهوال في حياتهم التي سوّدها عليهم كل النظام البائد في السبعينات.
هذا النظام الذي عاث فساداً لم ترى الإنسانية مثيله. فهو أيضاً من ناحية يتميز بنفس مواصفات نظام الشيوعية في بدايات القرن الماضي عندما انقلبت واتجهت نحو الشيوعية وقامت على أجساد وجثث الملايين من شعوبها. فمارست كل أنواع البطش للوصول الى السلطة مهما كان الثمن.
وعلى نفس المنوال كان النظام السوري البائد على نفس المسار فمن ناحية حافظ النظام السوري البائد على إبقاء الشعب على جهله واستمر الظلم في غيه وقد كان مصطلح الدولة البوليسية والمخابراتيه هو عنوان كل المراحل التي حكمت فيها. لدرجة أصبح أن الأخ يخاف من أخيه في حال صرّح ما يجول في قلبه تجاه النظام الظالم، خوفاً من المخابرات التي نكتشف كل يوم الأخبار المتواترة عن المجازر وعن أساليب التعذيب التي كان يمارسها النظام البائد.
ومن ناحية أخرى نقول بأن العودة السورية لحضن أشقاؤها من الدول العربية هو ما سوف يكون له آثاراً إيجابية فائقة على أكثر من مستوى، الأمر الذي انعكس على أحوال ونفسيات الشعب السوري بعد سقوط نظام الأسد، والذي في تقديرنا بأن مجمل الأحداث سيكون لها تأثيرات إيجابية كبيرة في الأوضاع في سوريا للمرحلة المقبلة وعلى أكثر من مجال. فالعودة السورية للحضن العربي هي ما يتوجب أن تكون منذ زمن بعيد ولكن الظروف السياسية والأحوال التي حالت دون ذلك اليوم زالت وزال معها كل الخوف والرعب الذي كان.
ولسوف يكون لدعم الدول العربية لسوريا في مستقبلها الجديد دعماً كبيراً ولامحدوداً ويضاف لذلك الدعم الدولي الذي رأيناه خلال الشهر المنصرم ومنذ مابعد سقوط النظام البائد. فهلّت على سوريا الكثير من المكاسب والكثير من المساعدات على أكثر من صعيد وخصوصاً المساعدات التي دعمت الموقف في سوريا بعد الدمار الذي حدث وبدأت بعد ذلك ورشة إعمار البلاد والتي سوف يكون الحضن العربي فيها لاعباً أساسياً فيه وسعي الدول العربية في هذا الصدد هو مهم للغاية للوقوف مع أشقاؤهم في سوريا بعد عقود من المعاناة. فقد آن لهذا الشعب أن يتمتع بالرعاية الآمنة من الدول العربية. كل التوفيق في دعم سوريا من قبل الدول العربية. والله ولي التوفيق.