أماني بنت أحمد العقالي
إدارة تعليم الرّياض
باحثة دكتوراة بجامعة الإمام محمد بن سعود
مهتمة بسياسات الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة في التعليم
في حياة كل طالب، هناك لحظات فارقة تكتب فصولاً جديدة من قصة نجاحه، ولعل اختبارات القدرات العامة والتحصيلي واحدة من أهم هذه المحطات. هي ليست مجرد اختبارات اعتيادية، بل تحدٍ فريد يحمل في طياته فرصة عظيمة لقياس الطموح وصقل المهارات واستشراف المستقبل. إنها لحظة تقف فيها بين الحلم والواقع، وبين الشغف والمسؤولية، لتصنع الفرق.
هل تساءلت يومًا أيّها الطالب لماذا تُعد هذه الاختبارات مهمة؟ لأنّها أكثر من مجرد أوراق وأرقام؛ إنها فرصة لإظهار جوهر قدراتك الحقيقية. اختبار القدرات ليس اختبار عن الحفظ والتلقين، بل هو بوابتك لتثبت أنك قادر على التحليل، والتفكير الإبداعي، وحل المشكلات بثقة ومرونة. أما الاختبار التحصيلي، فهو انعكاس لسنوات من التعلم، ودليل على استيعابك للمفاهيم الأساسية التي ستقودك إلى التميز.
لعل الفكرة تبدو مهيبة في البداية، ولكن الحقيقة أن النجاح في هذه الاختبارات لا يتطلب عبقرية خارقة، بل إيمانًا بقدراتك واستعدادًا جادًا. الأمر أشبه برحلة تسلق جبل شاهق؛ كل خطوة تخطوها بإصرار تقربك من القمة، حيث ينتظرك مشهد بانورامي مليء بالإنجازات. الإعداد لهذه الاختبارات هو فرصة لتنظيم وقتك، وتحديد أولوياتك، واكتشاف إمكانياتك الكامنة.
تذكر أن هذا التحدي ليس اختبارًا لكفاءتك فحسب، بل هو وسيلة لصقل شخصيتك وتدريب عقلك على التعامل مع الضغوط. عندما تقوم بحل الأسئلة، أنت لا تختبر معرفتك فقط، بل تختبر صبرك، وتركيزك، وقدرتك على إدارة الوقت. إنها لحظة لتكتشف قوتك الحقيقية، وتثبت لنفسك أنك مستعد لتجاوز أي عقبة تقف في طريقك.
أنت لست وحدك في هذا الطريق. هناك من سبقوك وحققوا نجاحات عظيمة لأنهم آمنوا بقدراتهم واستعدوا جيدًا. وهناك من سيأتي بعدك، ينتظرون أن تكون أنت مصدر إلهامهم. اجعل من هذه التجربة فرصة لتكون أنت القصة التي تُروى، والنجم الذي يُضيء سماء الطموحين.
في النهاية، تذكر أن كل سؤال تتجاوزه يقرّبك نحو حلمك. لا تخف من التحديات؛ لأنها وقود النجاح. آمن بنفسك، وثق أن كل جهد تبذله اليوم هو استثمار في مستقبلك. أنت أقوى مما تعتقد، وأقرب مما تظن. قف أمام التحدي وواجهه بشجاعة، فالقمة تنتظرك، واجعل من كل لحظة استثمارًا في وطنك؛ لأن الوطن يستحق الأفضل، وأنت الأفضل حين تقرر أن تصنع التغيير وتكون جزءًا من قصة نجاح هذا الوطن.