أظهرت دراسة علمية جديدة أن تناول الأطعمة الغنية بالألياف يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على صحة الأمعاء، إذ يساعد على تعزيز دفاعاتها الطبيعية ضد العدوى من خلال تنظيم التوازن الميكروبي في الجهاز الهضمي.
لإجراء هذه الدراسة، تم تحليل أكثر من 12.000 عينة براز من أفراد في 45 دولة حول العالم باستخدام تقنيات متقدمة في تسلسل الحمض النووي.
وأظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة “ناتشر ميكروبيولوجي” أن النظام الغذائي الغني بالألياف يمكن أن يسهم بشكل كبير في تنظيم بيئة الأمعاء، مما يساعد في تقليل خطر الإصابة بالبكتيريا الضارة.
تركز الدراسة على نوعين من البكتيريا في الأمعاء: تلك التي تساعد في استبعاد البكتيريا الضارة مثل إيكولاي، مثل بكتيريا “Faecalibacterium”، التي تنتج أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة عند هضم الألياف، هذه الأحماض تلعب دورًا رئيسيًا في تقليل نمو البكتيريا الضارة في الأمعاء، مما يساهم في تعزيز صحة الأمعاء.
تشير نتائج الدراسة إلى أن تعزيز نمو البكتيريا المفيدة قد يكون أكثر فاعلية في الوقاية من العدوى مقارنةً باستخدام المضادات الحيوية، بينما تقوم المضادات الحيوية بقتل البكتيريا الضارة والجيدة على حد سواء، يمكن أن يساهم تعزيز البكتيريا المفيدة في الأمعاء في محاربة العدوى بشكل أكثر استدامة ودون التأثير على الصحة العامة.
على الرغم من التقدم الكبير في مجال دراسة الميكروبيوم، لا يزال هناك الكثير الذي يجب اكتشافه، خاصة في ما يتعلق بكيفية تأثير البيئة الميكروبية على الأمعاء في مناطق جغرافية متنوعة حول العالم.
وقد أشار العلماء إلى أن بعض المناطق مثل أجزاء من أمريكا الجنوبية وأفريقيا تحتاج إلى مزيد من الدراسات لفهم الاختلافات في الميكروبات بين الشعوب المختلفة.